دبلوماسية مادورو.. تحالفات جديدة في عالم متعدد الأقطاب
دبلوماسية مادورو… تحالفات جديدة في عالم متعدد الأقطاب
بقلم الإعلامي والسياسي رامي السيد
في زمن تتغير فيه الموازين وتكاد تنقلب فيه معايير العلاقات الدولية تقف فنزويلا بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو على ضفة الصمود والتحدي صانعة لنفسها موقعا فريدا في عالم يتجه بقوة نحو التعددية القطبية دبلوماسية مادورو لم تعد محصورة في حدود الدفاع عن الذات بل باتت هجومية بناءة تعيد رسم خريطة التحالفات وترسل رسائل قوية إلى عواصم القرار العالمي
منذ توليه الحكم واجه الرئيس مادورو حصارا اقتصاديا وسياسيا خانقا قادته الولايات المتحدة ومعها بعض الدول الأوروبية محاولة إخضاع كاراكاس ومحاصرة صوتها الثوري لكن مادورو ابن الثورة البوليفارية لم يتراجع بل مضى نحو تعميق الشراكات مع قوى ناشئة كروسيا والصين وإيران معتمدا على خطاب استقلالي يعكس تطلع فنزويلا إلى التحرر الكامل من الهيمنة الغربية
في قلب هذه الاستراتيجية تقف منظمة بريكس كمثال صارخ على هذه الرؤية فبدلا من الارتهان لمؤسسات اقتصادية دولية تقودها واشنطن سعت فنزويلا لتعزيز علاقاتها مع أعضاء بريكس داعية إلى نظام مالي جديد أكثر عدالة وتمثيلا
ولعل من أبرز تجليات دبلوماسية مادورو حضوره الدولي المتزايد ومشاركته الفاعلة في قمم الجنوب العالمي حيث تطرح فنزويلا كنموذج للمقاومة السيادية فرغم الظروف الصعبة تواصل الحكومة الفنزويلية تقديم يد العون للدول الشقيقة والمشاركة في الجهود الأممية بعقلية شراكة لا تبعية
إن ما تقوم به فنزويلا ليس فقط دفاعا عن مصالحها بل هو دفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها فالعالم لم يعد يحتمل القطب الواحد وقد أدركت كاراكاس ذلك مبكرا ومن هنا فإن دبلوماسية مادورو هي جزء من معركة تحرير الوعي واستعادة الكرامة الدولية للشعوب المستضعفة فإن تحالفات فنزويلا الجديدة لا تبنى فقط على المصالح بل على القيم المشتركة وعلى الإيمان العميق بأن عالما متعدد الأقطاب هو الطريق الأوحد نحو السلام العادل والتنمية المتوازنة وإن مادورو رغم كل العواصف يثبت أن السياسة حين ترتكز على المبادئ تتحول إلى فعل مقاوم ورافعة للتاريخ نحو أفق أكثر إنصافا