مقالات

مصر..حيث وُلد الإنسان مرتين

مصر..حيث وُلد الإنسان مرتين

في كتابيه “الحضارة المصرية” و**”الديانة المصرية”**،

متابعات: أشرف ماضي من القاهرة

يكتب الباحث والمؤلف خزعل الماجدي عن مصر القديمة لا بوصفها حضارة من الماضي، بل بوصفها أعظم تجلٍّ للإنسان حين كان قريبًا من السماء والأرض في آنٍ واحد.

 

يرى الماجدي أن مصر لم تكن مجرد دولةٍ قديمة، بل كانت فكرة، وميلادًا للوعي البشري.

 

فمن ضفاف النيل خرج أول إنسان نظم حياته بالعقل، وفهم العالم بالرمز، وأسس أول دولة وأول ضمير في التاريخ.

 

في كتاب “الحضارة المصرية”، يكشف كيف بنى المصري القديم مجده بالحكمة لا بالقوة.

 

لقد صنع حضارته على مبدأ الاتزان والخلود، فجعل من الفن علمًا، ومن العلم إيمانًا.

 

ومن المعمار رسالة روحية، كل حجر فيها يحمل فكرة، وكل تمثال ينطق بالمعنى.

 

فالأهرام ليست مقابر كما يتوهم البعض، بل رموز للعقل والاتساق والدقة التي لم تعرفها أمة قبلهم ولا بعدهم.

 

أما كتاب “الديانة المصرية” فيتعمق في روح المصري القديم،

الذي لم يعبد آلهته خوفًا، بل حبًا للعدل والنظام والجمال.

 

في قلب عقيدته كانت “الماعت”، الكلمة التي تختصر كل شيء: الحق، والعدل، والتوازن الكوني.

 

ومنها وُلد الضمير الإنساني، وبدأت فكرة الحساب الأخلاقي، والخلود بعد الموت،فكانت مصر أول من فهم أن الإنسان يُقاس بما يزرعه في قلبه من نور.

 

يُظهر الماجدي في هذين العملين أن المصري القديم سبق البشرية كلها في كل ما هو جوهري:

 

في العلم والفن، في الأخلاق والدين، في إدراك العلاقة بين الإنسان والكون.

 

لم تكن حضارته زينةً على وجه التاريخ، بل عموده الفقري، وأول سطر في كتاب الوعي الإنساني.

 

إن قراءة الحضارة المصرية والديانة المصرية هي عودة إلى أصل الإنسان،

إلى اللحظة التي فهم فيها أن الخلود ليس في القبور، بل في الفكر، والعدالة، والنور.ولذلك تبقى مصر، كما يصفها الماجدي.

 

الأم التي علّمت العالم معنى أن يكون الإنسان إنسانًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى