بداية لابد من طرح سؤال غاية فى الأهمية ، يستوجب على كل عاقل ، أو كل متابع أن يطرحه ،
هل الحرب الدائرة حالياً حقيقة كما هو معلن ، هدفها ضرب المفاعلات النووية أو إنهاء تهديد الصواريخ الباليستية ؟
وللإجابة على ذلك السؤال المطروح لابد لنا أن نفند كل مايحدث وما يحيط بتحركات أطراف النزاع القائم ،
ونجد مثلا أن أمريكا والكيان الصهيونى الغاشم يدركان تماماً، أن البرنامج النووي الإيراني يتمتع بدائرة محصنة ومؤمنة تأمينا بالغا .
ناهيك عن أن العمل على تدمير البنية التحتية فوق الأرض لا يمس جوهر الامر المراد القضاء عليه ،
وحيث أن غالبية المنشآت النووية الإيرانية ذات طابع سلمي ، وتخضع العديد من التفتيشات و الرقابة شبه الدائمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لكن ، المواقع ذات الفاعلية النووية الخطيرة فهي تقع في أماكن غير معلنه وتكاد تكون فى غياهب الجب ،
أو فى عمق ومغارات الجبال، وتم عمل تحصينات لها تفوق اى وصف ، فهي لابد وأن تكون عميقة تمنع وصول القذائف الخارقة لها .
خطة الإنقلاب فى إيران
من خلال رؤيتنا المشهد من جميع الجوانب ، وايضا من خلال ربط الأحداث، وتسلسلها نجد أنه فى السنوات المنقضيه ، تم تجهيز وإعداد معارضة إيرانية خارجية ،
وكذلك تم تجنيد العديد من العناصر سواء داخلية أو عناصر خارجية ، لهدف مخفي غير معلن ( تفتيت الجمهورية الإيرانية) مثلما حدث فى العراق .
ذلك الهدف الذي يسعى لها الشيطان الأكبر ( أمريكا) والذى ينفذه هم أولاد واتباع صهيون الذين يعيثون فى الارض فساداً .
وقد كان الرهان الأكبر على وفاة المرشد الأعلى لتسهيل تنفيذ الانقلاب، إلا أنهم اصطدموا بأن المرشد الحالي ،
يحظى بتأييد شعبي بجانب ولاء مؤسسات الدولة له كبير، وهذا يجعل أي تحرّك داخلي ضده فى غاية الصعوبة .
الرهان على نجاح المخطط
وهنا يبدو فى الأفق سؤال آخر ، هل ستنجح تلك الخطة الشيطانية ؟ وعند التدقيق والبحث واستقراء الأحداث ، نجد أن نجاح ذلك المخطط مرهون بمدى يقظة النظام الإيراني.
لذلك ، فإن تمكن ذلك النظام من كشف قادة الانقلاب قبل التحكم فى مقاصد الدوله ، و قطع أواصر الاتصالات والتواصل بين ادوات تنفيذ ذلك المخطط ،
و العمل على القضاء وتصفية هؤلاء العملاء المرتزقة قبل بدء ساعة الصفر، فإن الانقلاب من المؤكد أن مصيره سيكون الفشل .
و حتى هذه اللحظة، فأن الأمور تتجه نحو الاطمئنان داخل الجمهورية الإيرانية ، حيث أن هناك نشاط كبير من ناحية الحرس الثوري في تعقب هؤلاء العملاء،
وتفتيش الطرقات والمنافذ و المناطق الحدوديه ، ومراقبة وتتبع القادة داخل النظام من خلال اتصالاتهم ، عمليات استخباراتية معقدة تجري على أرض الدولة الايرانية .
مما سبق طرحه من قراءة للأحداث ، يتضح لنا أن إيران لو نجحت في إحباط التحرك وإفشال ذلك المخطط قبل بدايته،
ولو انها قامت بالكشف عن الأسلحة والطائرات المسيّرة ومواقع تخزينها ، فإنها بالتأكيد سوف تنتصر.
هل يتكرر سيناريو العراق وسوريا
وذلك لأن الضربات الجوية وحدها لا يمكن أن تسقط معها الأنظمة، التاريخ الحربي فى كل انحاء العالم اثبت ذلك ،
وإنما تلك الضربات الجوية يتم الاعتماد عليها فقط لتوجيه المجتمع الشعبي داخل البلاد للانقلاب .
أو لخلق الفوضى وذلك مثلما حدث فى العراق وسوريا .
ومع اختلافنا التاريخى الواضح و المعلن مع الايدلوجيه العقائديه للدولة الإيرانية ، حيث أنهم يسعون إلى نشر الفكر ، والمنهج الشيعي على حساب النهج السني الذى نتبعه .
نسأل الله أن يحفظ شعب إيران ودولة إيران لأنها إذا سقطت ، سوف تختل موازين الردع لصالح الكيان الصهيوني الغاشم . والمبني على سلب الحقوق واغتصاب الأراضي وتهجير أهلها.
و مستندا ومدعوما بخليفة ابليس فى الارض وحاملة لواء الفساد والتخريب الولايات المتحدة الأمريكية.