الموساد ينشر جواسيسه في المنطقة العربية

الموساد ينشر جواسيسه في المنطقة العربية
بقلم الإعلامي والسياسي رامي السيد
لا يخفى على أحد أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد لا يزال يمارس أنشطته في قلب المنطقة العربية متخذا من بعض البلدان العربية مرتعا لتوسيع نفوذه وتجنيد عملائه ونشر الفوضى تحت غطاء الاستثمار والشركات العابرة للحدود
لقد تغير شكل الجاسوسية الحديثة ولم تعد فقط ترتكز على أفراد يحملون حقائب سوداء بل أصبحت تستتر خلف واجهات اقتصادية وتجارية وحتى إعلامية والهدف واحد اختراق المجتمعات العربية ضرب وحدتها الداخلية وزعزعة ثقتها بنفسها
الموساد اليوم لا يحتاج إلى حمل السلاح بل يستخدم أدوات أكثر خبثا
شركات تكنولوجية تعمل في الاتصالات وجمع البيانات
مؤسسات إعلامية تنشر الفتن وتروج للشائعات
استثمارات عقارية وسياحية تخفي خلفها لقاءات مشبوهة وتمويلا لخلايا نائمة
وما يزيد الأمر خطورة أن بعض هذه الأنشطة تتم بتواطؤ أو سكوت من أطراف داخلية إما لأسباب سياسية أو بسبب الإغراءات المالية وهنا يكمن الخطر الأكبر لأن العدو الحقيقي لا يمكنه أن يخترق الحصون إلا إذا فتحت له الأبواب من الداخل
إننا نواجه اليوم حربا غير تقليدية حرب جواسيس تستهدف العقول قبل الأجساد والوعي قبل الحدود والرد على هذا التهديد يجب أن يكون وطنيا شعبيا ورسميا عبر التوعية والتشريعات الصارمة والدعم الكامل لأجهزة الأمن القومي
في كل بلد عربي
نقولها بوضوح
لا استقرار في المنطقة ما دام الموساد يعبث فيها
ولا أمن حقيقي ما دام الجواسيس يمنحون تأشيرات استثمار وسفر في وضح النهار
وسيبقى الوعي العربي هو الحصن الأول ورفض التطبيع والتواطؤ هو السلاح الأقوى
أما الموساد فمهما تلاعب وتخفى فسيأتي اليوم الذي تكشف فيه كل أوراقه ويحاسب كل من خان وباع واستباح