(أشباه الرجال والطلاق دون مسئولية)
بقلم الكاتبة / شيرين جابر
في مجتمع لا يزال يعاني من اختلالات في فهم الرجولة ومعايير المسئولية، تبرز فئة من “أشباه الرجال” الذين يتهربون من أبسط واجباتهم الإنسانية بعد الطلاق: النفقة ورعاية الأبناء.
الطلاق، بحد ذاته، ليس دائمًا مأساة؛ بل قد يكون مخرجًا من علاقة غير صحية. لكن الكارثة الحقيقية تبدأ عندما يتحول بعض الرجال إلى مجرد أرقام في سجل الأحوال المدنية، تاركين أبناءهم في مهب الريح، بلا دعم مالي، بلا اهتمام نفسي، وبلا وجود فعلي في حياتهم.
إنها ليست مجرد حالة فردية. آلاف القضايا في المحاكم تُظهر نمطًا متكرّرًا: رجل يطلّق، ثم يختفي. يرفض دفع النفقة، ويتنصل من أي التزام تربوي أو معنوي تجاه أولاده. والأدهى من ذلك، أن بعضهم يتفاخر بذلك، معتقدًا أن الرجولة تكمن في السيطرة لا في التحمل، في التخلي لا في الثبات.
عفوا هذه رجولة مزيفة
فالرجولة ليست لحية كثيفة اوصوتًا جهوريًا. الرجولة موقف. الرجولة التزام. الرجولة أن تبقى أبًا حتى بعد الطلاق، أن تعي أن الانفصال بينك وبين زوجتك لا يعني الانفصال عن أطفالك. الرجولة أن تضع خلافاتك الشخصية جانبًا حين يتعلق الأمر بمستقبل طفل بريء لم يختر والديه، ولم يطلب أن يكون ضحية حروب الكبار.
ويصبح ثمن الإهمال ان
أبناءهم يواجهون صدمات نفسية عميقة، وتراجعًا في التحصيل الدراسي، وشعورًا دائمًا بعدم الأمان. والمجتمع يدفع الثمن مضاعفًا، عندما يكبر جيل يشعر بالغضب، والنقص، وعدم الثقة في مؤسسة الأسرة.
إن القانون وحده لا يكفي
رغم وجود قوانين تلزم الآباء بدفع النفقة، إلا أن كثيرًا منهم يراوغ، ويخفي مصادر دخله، ويستغل الثغرات القانونية للهروب من المسئولية. لذلك، نحن بحاجة إلى ما هو أعمق من القانون: إعادة تعريف للرجولة في الخطاب الديني، في الإعلام، وفي التربية الأسرية.
وفي النهاية ابعث برسالة الي أشباه الرجال
إذا كنت تعتقد أن الرجولة تعني أن تترك أبناءك خلفك دون سند، فأنت مخطئ. أنت لا رجل، بل مجرد “ذكر” بلا مروءة. فالأبوة شرف، والمسئولية رجولة، والوفاء بالحقوق واجب ديني وأخلاقي، قبل أن يكون قانونيًا.
