الرئيسيةمقالاتزمن انهيار الزواج، لماذا أصبح الشباب يهربون؟
مقالات

زمن انهيار الزواج، لماذا أصبح الشباب يهربون؟

زمن انهيار الزواج، لماذا أصبح الشباب يهربون؟

 

بقلم / هاجر محمد حسني

 

لم يعد الزواج في هذا الجيل “ميثاقًا غليظًا” كما وصفه الله…

ولم يعد البيت هو المكان الذي تبدأ فيه الراحة وتكبر فيه المودة وتتسع فيه الرحمة.

بل تحول عند كثير من الشباب إلى مصدر خوف، تهديد، ومحكمة مفتوحة بلا توقف.

 

جيل كامل من الشباب أصبح يرى الزواج ليس بداية حياة جديدة، بل خطرًا يهدد مستقبله، واستقراره، وكرامته، وبيته، وعلاقته بأطفاله.

صورة الزواج تغيرت والسبب ليس واحدًا.

بل سلسلة من التحولات الاجتماعية والقانونية والسلوكية أدت إلى انهيار المعنى الحقيقي للعلاقة الزوجية.

 

لماذا أصبح الزواج “خوفًا” وليس “أسرة”؟!

 

1) خوف من الخسارة،قبل حتى البناء

 

الشاب اليوم يدخل الزواج وهو يسأل نفسه:

 

هل سأخسر شقّة العمر؟

 

هل ستتحول القائمة إلى سلاح ضدي؟

 

هل ستستخدم القانون لتحصل على كل شيء حتى لو هي المخطئة؟

 

هل سأخرج من الزواج مطلقًا ومكسورًا ومديونًا؟

 

هل سيتم حرماني من أولادي؟

 

أسئلة لم تكن موجودة في حياة آبائنا…

لأن الزواج سابقًا كان “بناءً”، بينما اليوم أصبح عند البعض “صفقة مغلفة بالحب”.

 

2) غياب الحكمة، وصعود الاستهتار

 

في الماضي، الزوجة كانت “ركن البيت”.

كانت عقلًا وحكمة وصبرًا…

تحافظ على بيتها، تحمي زواجها، وتفهم أن كل علاقة فيها ضيق ووسع، مشاكل وفرح، سقوط ونهوض.

 

أما اليوم فهناك – وليس الكل – نوع جديد من النساء:

 

سريعة الغضب ،قليلة الصبر،تضخّم الصغائر،تجعل الخلاف البسيط حربًا ،لا تتحمل ،لا تسمع ،ولا تفهم أن البيت يحتاج وقتًا ورعاية.

 

امرأة ترى الزواج وسيلة امتلاك وليس علاقة مودة ورحمة.

ترى الحقوق قبل الواجبات ،وتعامل الرجل كأنه “خصم” وليس “شريك حياة”.

 

3) التلاعب الذي يأخذ كل شيء، حتى الأبوة

 

أخطر ما يواجهه الشباب اليوم أن الخلاف الزوجي لم يعد خلافًا…

بل أصبح:

تهديد، محاضر شرطة ،خلع ،نفقة ، تمكين مسكن

قضايا رؤية ،تشويه سمعة واستغلال قانوني

 

أصبح بعض النساء يعتبرن الأبوة “ورقة ضغط”، وليست علاقة مقدسة.

 

فجأة يصبح الرجل:

 

زوج بلا زوجة

 

أب بلا أولاد

 

مطلّق محاصر بالديون

 

ومسكنه الذي بناه بسنوات عمل… يذهب في لحظة

 

 

هكذا ينهار الاستقرار

 

ويهرب الشباب من الزواج!!

 

 

أدوات تهديد الجديدة التي حوّلت الزواج إلى حرب

 

1) “قائمة المنقولات”… من أمان إلى سلاح

 

القائمة كانت لحفظ حقوق الزوجة

لكنها أصبحت عند بعض النساء سلاحًا انتقاميًا جاهزًا.

لا تستخدم عند الخلاف الحقيقي

بل عند أول مشكلة، أول خلاف، أول كلمة!

 

تتحول العلاقة إلى:

 

تهديد بالحبس ،ضغط نفسي ،ابتزاز عاطفي ،وإذلال للرجل

 

حتى أصبح الشاب يقول:

“أنا مش عايز أتجوز أصلاً… ليه أحط رقبتي في الحبل بإيدي؟”

 

 

2) المسكن… من استقرار إلى ساحة معركة

 

الزوج يدخل زواجًا وهو يعلم أنه إن حدث خلاف:

 

سيفقد مسكنه ،سيتم طرده قانونيًا

سيصبح “ضيفًا” في بيته وسيتم تحويل المسكن إلى “حق مكتسب للزوجة” حتى لو كانت هي المتسببة في الانهيار

 

البيت الذي كان يُبنى بالحب… أصبح يُنتزع بالقانون.

 

 

3) ظاهرة “سينجل مامي”… التي كسرت شكل الأسرة

 

ظهرت ثقافة تحتفي بالانفصال، وتعامل لقب “سينجل مامي” كأنه:

 

بطولة،نجاح،حرية،إثبات قوة

 

بينما في الحقيقة:

 

طفل محروم من أبيه

 

أب مكسور

 

وشركة حياة تم هدمها بلا حكمة ولا محاولة إصلاح

 

الأمومة بدون أب ليست انتصارًا…

بل عَلَم أحمر أن الأسرة سقطت.

 

اختفاء الدين والقيم واختفاء المرأة الحكيمة

 

زمان كانت الست:

حكيمة ،صبورة،تحافظ على بيتها،تحترم زوجها

تسند شريك حياتها

تعرف معنى “الميثاق الغليظ”

تعرف أن الزواج رحلة مشتركة مش حقوق فقط

 

أما اليوم فهناك من ترى الزواج:

 

مادة ،شروط ،مكتسبات ،محاكم ،أمان مالي وليس أمان نفسي

 

فإذا اختفت الحكمة…اختفى البيت.

وإذا اختفى الدين… اختفت السكينة.

وإذا اختفت الأخلاق… تحوّل الزواج إلى “مشروع انهيار”.

 

 

ما الذي نعيشه الآن؟

 

نعيش اليوم زمنًا أصبح فيه:

 

الزوجة التي خُلقت لراحة الرجل… أصبحت عند البعض مصدر قلقه

 

البيت الذي خُلق للاستقرار… أصبح ساحة حرب

 

الأبوة التي كانت شرفًا… أصبحت ورقة ضغط

 

القانون الذي صنع للعدل… أصبح عند البعض سلاحًا للانتقام

 

الزواج الذي كان حلم كل شاب… أصبح كابوسًا يخشاه كثيرون

 

 

جيل كامل من الشباب أصبح يخاف الزواج أكثر مما يخاف المرض.

خوف من خسارة العمر، والبيت، والسمعة، والأولاد، والمستقبل.

 

الحل… قبل انهيار مؤسسة الزواج بالكامل

 

1) إعادة تربية جيل من النساء على الحكمة

 

الزوجة ليست خصمًا.

الزوجة شريكة حياة، سند، أم بيت.

 

2) تعديل القوانين بما يحمي الطرفين

 

الحماية مش للمرأة وحدها…

ولا للرجل وحده…

بل للميثاق كله.

 

3) إعادة نشر قيمة “الستر” بدل “الفضيحة والمحاكم”

 

البيت يُصلح… لا يُهدم.

 

4) تعريف معنى الزواج الحقيقي

 

ليس مسكنًا… وليس قائمة… وليس نفقة.

الزواج “رحمة وسكن ومودة”…

وليس “أسلحة ومطالب وخصومة”.

 

في النهاية…

 

ما نمر به ليس مجرد زيادة في الطلاق…

بل زلزال اجتماعي يهدم مستقبل الزواج نفسه.

 

إذا لم نعد للبيت معناه، وللزواج قيمته، وللدين مكانته،

فسنصل لزمن يصبح فيه الزواج عادة انقرضت.

 

الشباب لا يخافون الزواج…

بل يخافون الظلم، والخسارة، والقوانين العمياء، والنساء المستهترات اللاتي لا يعرفن قيمة البيت ولا الزوج ولا الميثاق الغليظ.

 

هذه كلمة يجب أن تُقال…

وهذه أزمة يجب أن تُكتب…

وهذه صرخة يجب أن تُسمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *