الرئيسيةمقالاتالمرأة لا تستطيع أن تكون رجلًا: توازن الأدوار في ضوء القرآن والسنة والعقل”
مقالات

المرأة لا تستطيع أن تكون رجلًا: توازن الأدوار في ضوء القرآن والسنة والعقل”

بقلمي سلمي الفلاح

 

 

في زمن تشوشت فيه المفاهيم، وارتبكت فيه الفطرة، تَظُنُّ بعض النساء أن التشبه بالرجال أو السعي لأخذ أدوارهم هو سبيل القوة أو الحرية.

لكن الحقيقة، التي لا غبار عليها، أن المرأة لا تستطيع أن تكون رجلًا، لا في الخِلقة، ولا في الوظيفة، ولا في الدور الذي أراده الله لها.

هذا ليس انتقاصًا من قدرها، بل هو بيان لعظمة التوازن الإلهي في خلقه، ورحمة بعدم تحميلها ما لا تطيق.

 

أولًا: الفارق الجوهري بين الرجل والمرأة في القرآن والسنة

 

قال الله تعالى:

 ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى﴾ [آل عمران: 36]

هذه الآية الكريمة جاءت في مقام مدح لمريم عليها السلام، ومع ذلك بيّنت الحقيقة الفطرية: أن الذكر ليس كالأنثى. فلكل منهما خصائصه التي تؤهله لدور مختلف.

الرجل مهيأ بدنيًا وعقليًا لتحمل مشاقّ القوامة، والمرأة مهيأة نفسيًا وعاطفيًا ومهاريًا لدور الحاضنة والمربية وصانعة الأجيال.

وقال النبي ﷺ:

“لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء” [البخاري ومسلم]

وهذا يدل على أن الخروج عن الفطرة مرفوض شرعًا، لما فيه من قلب للأدوار وإفساد في الأرض.

 

ثانيًا: من دلائل العلم الحديث – الفروقات الفطرية

العلم الحديث يثبت أن هناك فروقات بيولوجية ونفسية وعصبية بين الرجل والمرأة، منها:

الهرمونات: التستوستيرون أعلى عند الرجل، مما يجعله أكثر ميلاً للمنافسة والقوة الجسدية. أما المرأة فيُهيمن عليها هرمون الإستروجين، مما يجعلها أكثر تعاطفًا واحتواءً.

الدماغ: المرأة أكثر قدرة على التواصل العاطفي والتعبير، بينما يميل الرجل إلى التفكير التحليلي وحلّ المشكلات.

الجسد: الرجل أقوى بدنيًا بطبيعته، ومؤهل لتحمّل الأعمال الشاقة، بينما المرأة مُهيأة للحمل والرضاعة والتربية.

كل هذا يثبت أن اختلاف الأدوار ليس ظلمًا، بل تخصيصٌ حكيم من الله.

 

ثالثًا: الحاجة الفطرية والشرعية للرجل

 

الرجل هو:

القوّام على المرأة: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ [النساء: 34]

الحامي والمُعيل: يُنفق ويكافح ويوفر الاستقرار.

الربّان الذي يتحمل المسؤولية أمام الله في قيادة الأسرة.

حتى المرأة القوية المستقلة، في أعماقها، تبحث عن الأمان والسند، وليس في هذا عيب، بل هذه فطرة الله التي فطر الناس عليها.

 

رابعًا: ما هي قوة المرأة الحقيقية؟

 

في الحياء والعفة، لا في التبرج والسطوة.

قوتها في الأنوثة واللين، لا في الخشونة والتسلّط.

في التأثير داخل الأسرة والمجتمع، لا في الصراع والمنافسة مع الرجل.

تجدها في التربية والبناء الداخلي للجيل، لا في اللهاث خلف المظاهر والمناصب على حساب الأسرة والدين.

قال رسول الله ﷺ:

 “الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة” [مسلم]

فهي قوة هادئة، مؤثرة، تبني أمة من خلف الستار.

 

خامسًا: المرأة قادرة على حمل البيت وحدها… لكن في حدود جهادها

صحيح أن المرأة قد تضطر في زمننا لتحمل المسؤولية إذا غاب الرجل – موتًا أو تقصيرًا أو فقرًا – ولكن هذا يكون اضطرارًا لا اختيارًا.

وعليها أن تفعل ذلك في حدود استطاعتها، لا بتقمّص دور الرجل كاملًا، فتنهك نفسها، وتفقد أنوثتها، وربما تفشل في تربية الأبناء.

إنه جهاد مرّ، لكنها إن صبرت واحتسبت، كان لها الأجر العظيم. قال النبي ﷺ:

 “إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، وحفظت فرجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت” [ابن حبان]

فكيف بمن صبرت على غياب الزوج وقامت مقامه مكرهة؟

 

سادسًا: الحرية الحقيقية للمرأة… حرية في ظل العفة والدين

كثيرون يتحدثون اليوم عن “تحرير المرأة”، لكن أي حرية يقصدون؟ هل هي حرية التبرج؟ أم حرية كسر كل قيد أخلاقي وديني؟

الحقيقة أن الحرية الحقيقية للمرأة ليست في أن تتحرر من حجابها أو دينها، بل أن تتحرر من عبودية الناس والهوى إلى عبودية الله وحده.

المرأة الحرة حقًا:

تلبس الحجاب بكرامة، وتراه تاجًا لا قيدًا.

تطلب العلم وتعمل وتنجح، ولكن ضمن حدود الشرع، بلا تفريط في دين أو خلوة أو تبرج.

ترفض الابتذال والإباحية، وتبقى عفيفة حتى في أقسى ظروف الحياة.

تسير نحو طموحها بخطى ثابتة، دون أن تنسف دورها في بناء الأسرة والمجتمع.

قال تعالى:

﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3]

 وقال:

﴿فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى﴾ [طه: 123]

هذه هي الحرية: أن تكوني عبدة لله وحده، لا لثقافة مستوردة، ولا لمجتمع يروّج لصورة المرأة السلعة لا المرأة الإنسانة.

 

سابعًا: وصيتي لكل امرأة

 

أيتها الأخت الكريمة…

لا تتوهّمي أن السعادة في التمرد على الفطرة.

لا تصدقي دعاوى “التمكين” الزائف الذي يسرق أنوثتك ويستهلك روحك.

ولا تحاولي أن تكوني “رجلًا”، فلستِ كذلك ولن تكوني، وأنتِ في الأصل أعظم في موضعك.

اعتمدي على الله وحده، فهو سندك الحقيقي في الشدة والرخاء، في الغنى والفقر، في وجود الرجل أو غيابه.

 

خاتمة: توازن الأدوار هو سرّ البناء

المرأة والرجل ليسا في صراع، بل في تكامل. كلٌ منهما عمود، وبغياب أحدهما ينهار البناء. لن تُبنى المجتمعات بقائد واحد، بل بشراكة متوازنة. فالرجل يقود ويعيل، والمرأة تربي وتحتوي.

عودي إلى فطرتك، وارفعي رأسك بأنوثتك، وكوني كما أرادك الله، لا كما يريدك الإعلام أو المجتمع أو الأوهام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *