في حضرة المختار مهرجان بنغازي يعيد صياغة العلاقة بين الثقافة والهوية

في حضرة المختار مهرجان بنغازي يعيد صياغة العلاقة بين الثقافة والهوية
الاعلامي/ رامي السيد
نائب رئيس شبكة النايل الإخبارية
في قلب مدينة بنغازي المدينة التي حملت عبر التاريخ صدى المقاومة وصوت الحرية تعود الثقافة هذا العام لتتربع على عرش الفنون في مهرجان بنغازي الثقافي الدولي العربي للفنون والإبداع دورة عمر المختار يأتي هذا الحدث ليؤكد
أن الفعل الثقافي ليس مجرد نشاط ترفيهي بل هو مساحة لإعادة بناء الهوية الوطنية وترميم الروح الجماعية مستلهما مسيرة رجل استثنائي كان ولا يزال رمزا للشجاعة والكرامة عمر المختار
إن اختيار اسم المختار لهذه الدورة ليس مصادفة ولا تكريما رمزيا عابرا بل هو ربط واعٍ بين مسار النضال ومسار الإبداع بين التاريخ والراهن بين الذاكرة والانبعاث ففي حضرة البطل الذي قاد مقاومة حررت الوجدان العربي قبل الأرض يلتقي الفنانون والمثقفون العرب ليخطوا لوحة جديدة عنوانها الثقافة مقاومة والفن هوية
يمثّل المهرجان مساحة خصبة للقاء المبدعين من مختلف الأقطار العربية وفسحة للحوار بين الأجيال حول قضايا الثقافة والهوية والانتماء اللوحات الأغاني المسرح الشعر وورش الإبداع كلها مسارات تنساب في المدينة لتعيد إليها نبض الحياة وتقدم صورة عن ليبيا المتطلعة إلى المستقبل بثبات وثقة
كما يبرز المهرجان دور الفن في توحيد الشعوب وصناعة الجسور بين الحضارات العربية إذ لا شيء يجمع القلوب أكثر من الثقافة حين تقدم بصوت متجرد من الانقسام وصورة تعبر الحدود دون تأشيرة في بنغازي يصبح الاختلاف جمالا وتتحول الفنون إلى لغة تسكن الوجدان وتعيد تعريف معنى الوطن
إن دورة عمر المختار تقدم درسا جديدا مفاده أن الهوية لا تحفظ في الكتب وحدها بل تنبض حين تتحول إلى فعل إبداعي وحين تصبح الثقافة أداة وعي ومقاومة ونمو فكما حمل المختار بندقية الحرية يحمل مبدعو اليوم ريشة وقصيدة ونغمة ليرسموا وجه ليبيا القادم
إن مهرجان بنغازي ليس مجرد حدث ثقافي بل وعد بمستقبل تتجدد فيه الهوية بمعناها العميق حيث لا انفصال بين التاريخ والفن ولا مسافة بين الإنسان ووطنه وهكذا يبقى المختار حاضرا في الذاكرة وحاضرا في المهرجان وحاضرا في كل خطوة نحو نهضة عربية قوامها الثقافة والإبداع
تحيا بنغازي… وتحيا ليبيا… ويحيا الفن الذي يصون الهوية ويكتب مستقبلا أجمل



