مواجهة تيارات التخلف

بقلم : على امبابي
لعل مواجهة تيارات التخلف، والرجعية المكبلة لقوى الحياة داخل المجتمعات العربية،
و من المهام الاكيدة المطروحة، على قوى التقدم والجبهات الوطنية الحية.
في السياسة عدوّ عدوّي ليس بالضرورة صديقي:
هناك دول فى المنطقه تسعى بأن تكون لاعب محوري ، وصانع أساسي لما يحدث بالمنطقة ، تلك الدول تسعى لفرض نفوذها بمنطقة الشرق الأوسط ،
وايضا تخطط لاكتساب الشرعيه الدوليه لأعمالها تواجدها وذلك للحصول على أكبر قدر من المكتسبات،
والحصول على جزء من التورته ، تلك هى لعبة المصالح الدولية .
إذا هناك الآن على أرض الواقع الذى نعيشه ، مبدأ يقول إنه لا عداء دائم بين دولة وأخرى ، السياسه كلها متغيرات ،
ومن يواجهنى اليوم ويبرز فى وجهي السيف ، من الوارد جدا أن يكون حليفي غدا ، أو يكون شريكاً لي فى مشروع ما .
إذا المصلحة هى التى تحكم التوجهات ،والعداء يكون مرحليا أو وقتيا ، ولماذا نسميه عداء ، هو فقط تضارب فى المصالح .
أو ربما يكون نزاع على الهيمنة ، والسيطرة فى المنطقه من أجل الحصول على مكتسبات سياسية معينه .
ولنأخذ مثالاً على ماسبق ، تركيا على سبيل المثال ومن وجهة نظر الجماعات الإسلامية المتطرفة، أن رئيسها اردوغان هو حامى الحمى وحامل لواء الخلافة الإسلامية الرشيده ،
وأنه هو من سعيد إلى الإسلام هيبته ، كما أنه سيعيد ازدهار الدولة الاسلاميه وريادتها .
ولكن ، كل هذا ليس حقيقياً بل هو نوع من أنواع التدليس ، والهرتلة السياسية من قبل تلك الجماعات المتطرفة ، وذلك للمصالح المشتركة مع تركيا .
وعندما نبدأ فى استكشاف الأمر ، ونبحث عن حقيقة ما تفعله تركيا وكشف حقيقة أردوغان ، نجد أنفسنا أمام حقيقة مفزعة .
أن اردوغان قام بالتطبيع أصلاً وهذا معروف للجميع مع الكيان الصهيوني ، فهو واقعيا أكبر شريك تجاري فى المنطقة لذلك النظام الغاشم ،
كما أنه لم يكن في أي مناسبة، حتى الأحداث الاخيرة، على خط مواجهة مع اسرائيل نصره لغزة.
وهو المستفيد الأول والرئيسي من العقوبات التى تم فرضها ويتم التخطيط لها على دولة إيران ،
كما أنه هو المستفيد الوحيد من الحرب الروسية الاوكرانية ، لكى يمد أوروبا بالغاز ويضاعف من سعره .
وماذا عن مصر ؟
الدولة المصرية خاضت كل الحروب العربية ضد اسرائيل، يواجه النظام المصري تحديات اقتصادية،
واجتماعية بنيوية من أجل الاستمرار في ظرف قاسي خاضع لآليات متغيره.
وهو يواجه حربا داخلية من الجماعات الإسلامية المتطرفة ، وايضا حربا خارجية من تلك الجماعات ذات الصفة الدولية بالتعاون مع بعض الدول …
ورث ذلك النظام التطبيع مع الكيان الصهيوني منذ عهد السادات ، ولم تبادر القيادة الاخوانية للربيع المصري تحت رئاسة مرسي الإخواني المذهب ، بقطع تلك العلاقات القائمة مع دولة اسرائيل.
ولم يقم بطرد السفير الموجود بالقاهرة ، بل ان حركة حماس الإرهابية تقبل بالدور المصري ،
وقامت بالتفاوض من خلال وساطته تلك السنين الطوال المنقضية ، ولم تطعن في مشروعيته.
لنأتى المملكه العربيه السعوديه
السعودية تمثل قوة ناعمة ، وهي بصدد الاعداد والاتجاه بخطى حديثة نحو مرحلة ما بعد البترول ،
وقطعت بفضل قيادتها الحديثه متمثله فى ولي العهد .
والذى يطبق بقبضه من حديد على مقاليد الأمور داخل المملكه، فالسعودية اليوم ورشة مفتوحة لاعادة الهيكلة والبناء.
الكيان الصهيوني لاعب رئيسي بالمنطقه
إسرائيل دولة حرب يقتلها السلام. إسرائيل تراهن على القوى العنيفة في المنطقة، أي قوى عنيفة لتبرير استمرار وجودها كدولة حرب.
و لذلك ما اقترفته في غزه، جريمة فضيعة سوداء ضد الانسانية ، جريمة ابادة متواصلة تجعل من قيادتها قيادة مجرمة وارهابية.
وماذا عن ايران إيران نظام استبدادي مغلق معادي لحقوق الانسان ولجميع الحريات، يراهن على التسلّح كبرنامج مركزي، مشروعها توسعي على حساب البلدان العربية.
فى ضوء ماسبق من تفنيد للأدوار ، هل يظل المثل الذى نتداوله ( عدو عدوي ، صديقى ) ، فاذا كان عدوّي قد قام بأستهدافي،
وذلك للاستيلاء على أرضي فان عدوّ عدوّي يخطط لقتلي ، فلن احتفل به الا متى كنت فاقد للصواب وغير مدرك العواقب ، لربما أن عدو اليوم يكون حليفي غدا …
الصين مارد فى حالة استرخاء
إن كل مغامرة غير محسوبة النتائج والعواقب لا يمكن أن تقود الا ، الى أقصى الهزائم وأمرّها فالصين مارد في حالة استرخاء ،
ويراقب العالم بعين واحده ، ولا يمكن كما قلت سابقا أن نراهن على تدخله أبداً وبأي شكل من الاشكال.
أما عن روسيا فهي قد قايضت سوريا مقابل مناطق النفوذ في أوكرانيا ، وهي تسعى الى ايجاد منفذ الى البحر من خلال الشرق الليبي…
وعليه فان تورطها على الجبهة الاوكرانية يمنعها من دخول مغامرة عسكرية جديدة.
إن السياسة الواقعية ليست شعارات ومزايدات، بل معادلات ومصالح وقدرات واهداف…
لو مُنِحت مصائر دول للمراهقين المزايدين لتحولت بلداننا الى ركام من الخراب …
ومما لاشك فيه ، وبما لا يدع مجالا للشك أن حفاظ السيسي ، على سلامة ترابه وأمن مواطنيه،
وعلى موقع بلاده في المعادلة الاقليمية فهو أمر لا يستهان به، وإنجاز يتجاوز كل رؤية مغامرة وكل فكر هستيري…
وخلاصة القول ، أنه في إمكان العرب الاستفادة من التقدم العلمي ، وما يتيحه من فرص حقيقية لبناء الذات.
لكن، لا يجوز بأي حال من الأحوال المقامرة بالمكاسب، في لعبة شبيهة بلعبه البوكر الكاذب.