ماذا يحتاج المحامي من نقابته؟ورسالة مهمة !!
رؤية إصلاحية للواقع ورسالة إلى كل أعضاء الجمعية العمومية
بقلم:المحامية/ هاجر محمد حسني
في الوقت الذي يتصارع فيه البعض على الكرسي، ينسى كثيرون أن المحامي نفسه هو أساس النقابة وسبب وجودها.
المحامي لا يحتاج إلى معارك انتخابية ولا تناحر بين المرشحين؛ بل يحتاج إلى أمان، وبيئة عمل محترمة،وخدمات حقيقية تمكّنه من أداء رسالته المقدسة… رسالة الدفاع عن الحقوق والحريات.
المحامي في مصر يعمل بعقله وجسده وروحه.
يعمل تحت ضغط القضايا والمسؤوليات، ويحتاج إلى نقابة قوية لا تقف متفرجة، بل تسنده، وتُسهل عمله، وتحميه وقت الخطر. لذلك، فإن ما يحتاجه المحامي من النقابة ليس رفاهية، بل حقوق أساسية يجب أن تكون متاحة دون صراع أو انتظار.
أولًا: النقابة ليست ساحة صراع النقابة بيت المحامين
المحامي لا يحتاج إلى تنافس على المناصب، بل يحتاج إلى:
الاستقرار والأمان المهني.
بيئة خالية من الصراعات الجانبية.
تكاتف بين أعضاء الجمعية العمومية والنقابات الفرعية والعامة.
إن النقابة لن تنهض إلا إذا اتحد المحامون على قلب رجل واحد، فالنقابة ليست ملكًا لنقيب ولا لمجلس، بل ملك لكل محامٍ يحمل هذه الرسالة.
ثانيًا: الاحتياجات الأساسية للمحامي من النقابة
1. القيد والتدرج المهني
المحامي يحتاج إلى إجراءات قيد عادلة وواضحة وسريعة.
يحتاج إلى تدريب مهني حقيقي، عملي وثقافي وقانوني، يؤهله لواقع المحاكم، لا مجرد محاضرات شكلية.
2. دعم أدوات العمل
لا يستطيع المحامي أداء عمله دون توفير:
كتب قانونية حديثة.
ملفات وأدوات مكتبية مدعّمة.
نماذج جاهزة، وصياغات، ومراجع.
هذا الدور تتحمله النقابة، لأنها مؤسسة مهنية وليست مجرد جهة إدارية.
ثالثًا: غرف المحامين،، بيئة العمل التي تليق بالمحامي
من غير المقبول أن يدخل محامٍ إلى غرفة نقابة لا يجد فيها ما يحفظ كرامته وراحته.
غرفة المحامين يجب أن تكون:
مُكيّفة.
تحتوي على مبردات مياه.
بها حمام نظيف مجهز.
مشروبات ووجبات بسيطة بأسعار رمزية.
خدمة إنترنت سريع.
مكاتب عمل للكتابة والطباعة.
مكان هادئ للمطالعة.
مكتبة صغيرة للاستعارة والقراءة أثناء الانتظار.
وغرفة المحامين ليست رفاهيةبل جزء من احترام المهنة.
رابعًا: الحماية النقابية درع المحامي في الميدان
النقابة يجب أن تكون خط الدفاع الأول عند تعرض المحامي لأي انتهاك أثناء عمله.
المطلوب:
خط ساخن حقيقي يعمل 24 ساعة.
تدخل فوري من لجنة الحريات و محامين نقابيين جاهزين للتحرك للدفاع.
بروتوكولات رسمية مع الشرطة والنيابة لحماية المحامي من التعسف.
فالمحامي الذي لا يشعر بالأمان لا يستطيع أن يؤدي رسالته.
خامسًا: التأمين الصحي والمعاش،، كرامة المحامي في حياته وبعد رحيله
لا يوجد شيء اسمه “مرض رفاهية”.
الأسنان ليست رفاهية.
الصحة النفسية ليست رفاهية.
المحامي يستنزف كل طاقته الذهنية والجسدية، ويجب أن يكون له:
تأمين صحي شامل (كشف – عمليات – تحاليل).
عودة تأمين الأسنان.
سرعة في إجراءات التحويلات والجوابات.
مستشفيات متعاقدة ومحترمة.
معاش كريم يُليق بمن أفنى عمره في خدمة العدالة.
سادسًا: إنهاء المعاملات الحكومية بسهولة
المحامي يحتاج إلى معاملات أسرع مع:
الشهر العقاري.
الأحوال المدنية.
المحاكم.
أقسام الشرطة.
الجوازات.
ويحتاج إلى تعاون حقيقي مع:
وزارة العدل ،وزارة الداخلية ،وزارة الصحة.
ومطلوب تطوير نظام النيابة العامة ومنظومة مصر الرقمية وتلافي أخطاء السيستم.
سابعًا: دعم الشباب وفتح المكاتب
الشباب هم مستقبل المهنة… ودعمهم ضرورة، لا خيار.
يجب توفير:
مكاتب مشتركة للشباب بأسعار رمزية.
دعم تجهيز أول مكتب.
منح زواج – منح ولادة – منح وفاة.
دورات تدريبية حقيقية وشهادات معتمدة.
صندوق لدعم المشروعات القانونية الصغيرة.
ثامنًا: الشفافية والمشاركة
النقابة لن تنجح دون:
اجتماعات دورية.
عرض ميزانية واضحة.
مشاركة المحامين في القرارات.
رفع الوعي القانوني والنقابي.
تاسعًا: محاربة السمسرة ومحامي السُلَّم والنصب باسم المهنة
هيبة المحاماة تُستعاد عندما نتكاتف ضد:
محامي السُلّم ،،السماسرة ،،النصابين الذين يسرقون أموال الموكلين.
كل من يشوه صورة المحامي.
المحاماة شرف… ولن يحافظ عليه إلا المحامون أنفسهم.
عاشرًا: رسالة إلى كل مرشح…
من يتقدم لكرسي النقابة عليه أن يفهم أن: الكرسي مسؤولية وليس سلطة.
الكرسي أمانة وليس غنيمة.
أي مرشح يملك برنامجًا لخدمة المحامين…
فليقدّم خدمته الآن، لا بعد أن يجلس على الكرسي.
النقابة ليست ملكًا لأحد،
كلنا محامون،كلنا أعضاء،كلنا شركاء في هذا البيت.
وكل فكرة أو خدمة أو مبادرة تصب في مصلحة المحامي يجب تنفيذها فورًا، بدون انتظار.
كلمة أخيرة…
أنا لا أسعى للترشح اليوم ولا غدًا.
المسؤولية أمام الله ثقيلة،
وكل من يجلس على الكرسي سيحاسَب يوم القيامة قبل أن يُحاسَب أمام الناس.
رسالتي هي فقط:
اتحدوا… تعاونوا… ارفعوا مهنة المحاماة كما يجب أن تكون.
فالمحامي هو القاضي الواقف،
والمهنة لن تنهض إلا بالمحبة والتكاتف والعمل الحقيقي.

