مقالات

أشرف ماضي يكتب : الفاشر أمننا القومي ..وماذا بعد ؟!!

الفاشر أمننا القومي
‼️وماذا بعد ‼️

أشرف ماضي من القاهرة

لا شك ولا جدال ولا ريب، بأن السودان قضية أمن قومي لمصر ، ولكن هناك أياد تريد إشغال القاهرة، وتفتيت جبهتها الجنوبية ،وهو المخطط القديم والحديث لمصر..

السودان ليست شأناً خارجياً ،بل إنه حائط مصر الجنوبي. وبالنسبة لمصر ليس جارا عاديا ،بل إمتداد أمنها القومي ودرعها الجنوبي.

ومن يعتقد أو يظن أن القاهرة ستقف مكتوفة الأيدي أو متفرجة أمام ما يجري في الفاشر أو دارفور ، فهو لايعرف شيئا عن التاريخ ،ولا عن العقيدة الاستراتيجية المصرية.

لكن الأخطر من نار المعارك هو من يشعلها من بعيد ، بأموال وسلاح وتحريض إعلامي قذر ، ليغرق مصر في مستنقع جديد ويشغل جيشها عن معاركه الحقيقية.

الفاشر وغرب السودان تحت النار ، ووراء الستار دول تعبث وتمول. ما يحدث في الفاشر ليس حرباً أهلية بالمعني المحلي ، بل مشروع تدمير إقليم ممنهج.

قوات الدعم السريع لم تنبت فجأة من الأرض ،بل نمت بفضل تمويل إماراتي وسلاح تركي ، ودعم مالى وغض طرف قطري ، ومباركة إسرائيلية صامتة.

كل طرف له مصلحة. الإمارات تدعم بالمال والسلاح والمرتزقة بحثا عن نفوذ في العمق الإفريقي. للسيطرة علي الذهب و المعادن الأخري وتنفيذ لأوامر إسرائيل.
تركيا تريد أن تعيد أمجاد السلطنة العثمانية بأذرع عسكرية واقتصادية. وهي دولة الإخوان الإرهابية وشريكة منذ زمان عمر البشير.

قطر تمول بالمال وتدعم بكل قوة مليشيا الإخوان التابعة للدعم السريع منذ زيارة موزة أم تميم إلى السودان قبل سبع أو ثمان سنوات ، وكانت الزيارة من أجل زعزعت مصر من الجنوب.

إسرائيل تراقب وتبتسم ، فكل فوضي عربية تخدم أمنها وهي التي تدعم إخوان السودان لذلك لم تجد إهتمام من قبل الإعلام الإخواني بموضوع الفاشر وغرب السودان أو سوريا. كما كان يتعاطي هذا الإعلام القذر في حرب غزة على سبيل المثال لا الحصر.

أمريكا تدير المشهد من بعيد ، تدين بالبيانات وتغذي بالسكوت.

مخطط وأضح وضوح الشمس أشغال مصر واستنزاف جيشها في حروب الوكالة لا ناقة لها ولا جمل.

كل تلك الأيدي تعبث في السودان ، ولكن الهدف الحقيقي مصر. يريدون بكل الطرق استدراج وتشتيت جيشها بين جبهة ليبيا من الغرب وغزة من الشرق والسودان من الجنوب ، وأغراقها في أزمات الحدود حتي تنكسر هيبتها وقوة جيشها.

يريدون أن تستنزف القاهرة في معارك الآخرين ، وأن تتحول حدودها إلى ثغرات مفتوحة أمام الميليشيات والسلاح والمخابرات الأجنبية.

لكن القيادة المصرية تقرأ المشهد جيدا وتعلم أن أي رد فعل غير محسوب قد يدخلنا في لعبة الأمم التي تدار على نار باردة.

القيادة المصرية صبر محسوب لا ضعف.حيث يظن البعض أن صمت القاهرة نوع من أنواع الضعف ، ولكنه في الحقيقة ذكاء استراتيجي. مدروس بعناية فائقة.

مصر لا تتحرك بالعاطفة ،بل تنتظر اللحظة التي تضرب فيها الضربة التي لا تخطئ .

الجيش المصري لا يستدرج ، ولا يستنزف ، ولا يسمح بتحويل حدوده إلى ملعب لقوي المرتزقة و المخابرات .

وكل من يفكر في الإقتراب من أمن مصر القومي ،سيجد أمامه جيشا لا يرحم ودولة تعرف متي وكيف ترد.

الرسالة الأخيرة من القاهرة إلى كل من يحاول يلعب بأمننا القومي. كفوا أيديكم عن السودان ،قبل أن تحترق أصابعكم.

مصر لن تسمح بأن تتحول الفاشر إلى منصة تهديد جديدة على حدودها ، ولن تقبل أن تدار الفوضى بجوارها تحت لافتات “الوساطة” أو” الدعم الإنساني” خاصة لقطر والإمارات.

الأمن القومي المصري خط أحمر لا يقترب منه ولا يجرب اللعب عليه.من يريد أن يعبث بالجنوب ، فليعلم أن مصر تعرف من يحرك الخيوط. وأن التوقيت المصري قادم وعندما يتحرك ، لا يرحم أحدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى