مقالات

الصحراء المغربية: قلب نابض للوحدة والسيادة الوطنية

الصحراء المغربية: قلب نابض للوحدة والسيادة الوطنية

بقلم الإعلامية:  نرجس قدا 

الصحراء المغربية ليست مجرد أرض قاحلة، تمتد على آلاف الكيلومترات، بل هي رمز حي للهوية المغربية، وصمود الشعب أمام التحديات، وتجسيد للروابط التاريخية التي تربط بين الشمال والجنوب.

منذ قرون، كانت الساقية الحمراء ووادي الذهب جزءًا لا يتجزأ من التراث المغربي، مدعومة بمعاهدات قديمة وأدلة أثرية تثبت السيادة المغربية عليها. اليوم، في ظل الاعترافات الدولية المتزايدة – من الولايات المتحدة إلى أوروبا وأفريقيا – أصبحت الصحراء ليست قضية سياسية فحسب، بل ركيزة أساسية للاقتصاد والأمن الوطني، حيث تُستثمر فيها مليارات الدراهم لتحويل الرمال إلى مدن حديثة، موانئ مزدهرة، وفرص عمل تجذب الشباب المغربي.

 

أما المغاربة، فإن ارتباطهم بالصحراء يتجاوز الحدود الجغرافية؛ إنه حب عميق ينبع من الجذور الثقافية والدينية والتاريخية. في كل منزل مغربي، سواء في الرباط أو طنجة أو مراكش، تجد صورًا للعيون والداخلة، وتسمع قصص الأجداد عن رحلاتهم عبر الكثبان الذهبية.

الصحراء ليست “مشكلة” كما يصورها الخصوم، بل هي وطن ينبض بالحياة: أسواق تقليدية مليئة بالحرف اليدوية، مهرجانات ثقافية تجمع القبائل الأمازيغية مع العرب، ومشاريع تنموية تحولت الأقاليم إلى نموذج للتنمية البشرية. المغاربة يتشبثون بها لأنها تمثل وحدتهم الترابية، وأي محاولة لفصلها عن الجسد المغربي تُعتبر إهانة للكرامة الوطنية.

في المظاهرات الشعبية، في المنتديات الدولية، وفي الانتخابات، يتردد الشعار نفسه: “الصحراء مغربية 100%”، تعبيرًا عن إرادة شعب لا يقبل التنازل عن ترابه.

 

وفي قلب هذا الارتباط، يبرز حب المغاربة لملكهم محمد السادس، الذي جعل من الصحراء أولوية قصوى في رؤيته الملكية. الملك، حفيد الشهداء والمؤسسين، لم يكن يومًا يفرض سلطته بالقوة، بل يمد يد الحوار دائمًا، كما في مبادرة الحكم الذاتي التي عرضها المغرب في 2007 كحل واقعي وسلمي للنزاع.

زياراته المتكررة للأقاليم، مشاريعه الضخمة مثل بناء الجامعات والمستشفيات، ودعوته المستمرة للتفاوض تحت رعاية الأمم المتحدة، تُظهر قائدًا يضع مصلحة شعبه فوق كل شيء. المغاربة يحبونه لأنه لم يتخلَّ عن الصحراء في أحلك الظروف، بل بناها بيده، محولاً التحدي إلى انتصار. في كل مناسبة وطنية، يهتف الشعب باسمه إلى جانب “الصحراء مغربية”، فهو رمز الوحدة الذي يجسد قيم السلام والحكمة.

 

الصحراء المغربية هي أكثر من أرض؛ إنها روح الأمة، ودليل على قوة الشعب المغربي في الدفاع عن حقه. مع ملك يمد يده للحوار وشعب يتشبث بترابه بحب لا ينتهي، يبقى المغرب صامدًا أمام كل الضغوط، مبشرًا بمستقبل مزدهر لأقاليمه الجنوبية.

هذا الارتباط الشديد ليس ضعفًا، بل قوة تجعل من المغرب نموذجًا للوحدة في العالم العربي والأفريقي.

الله الوطن الملك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى