مقالات

الملوث داخليا لا يرى النقاء إلا شوائبا من روحه

الملوث داخليا لا يرى النقاء إلا شوائبا من روحه

 

كتبت الاعلاميه د/هبه الجزار

 

هناك أرواح خلقت نقية تحمل في داخلها صفاء يجعلها ترى الخير في كل شيء وتحسن الظن بالناس مهما تعرضت للخذلان.

وفي المقابل هناك نفوس ملوثة غرقت في ظلامها حتى صارت لا ترى إلا ما يشبهها.

فالشخص الملوث داخليا لا يستطيع أن يستوعب وجود بشر أنقياء لأن عينه لا تبصر سوى ما في داخله يرى الآخرين مرايا مشوهة تعكس عتمته لا حقيقتهم.

فاقد الطهر لا يدرك النقاء بل يظن أن الطيبة سذاجة والصدق ضعف والإخلاص مكر مستتر يعيش في دوامة من الشك وسوء الظن يقيس الآخرين بمقياس قذارته الداخلية لا بمقدار نقائهم الحقيقي.

النقي حين ينظر يرى الجمال حتى في القبح.

أما الملوث فلا يرى إلا ما تلوث به قلبه.

إنه كمن ينظر من نافذة مغطاة بالغبار يظن أن العالم معتم بينما الغبار في الحقيقة على زجاجه هو.

النقاء لا يفهم إلا بقلب نقي

والطهر لا يُقدر إلا بعين طاهرة.

أما من امتلأ داخله بالشك والغل والحقد فحتى النور يتعبه… لأنه يفضح ظلامه.

فاحذر أن تقنع الملوثين بنقاءك لأنهم لن يروا منك سوى ما يشبههم.

واطمئن فالنقاء لا يحتاج إلى إثبات يكفي أن تبقى كما أنت صافيا رغم العتمة نقيا رغم الغبار مؤمنا أن الله يطهر القلوب الصادقة مهما لوثها الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى