مصر بين ضغوط الداخل وتحديات الخارج

مصر بين ضغوط الداخل وتحديات
الخارج
،،،،بقلم فاروق العوامري ،،،،
تشهد مصر هذه الأيام مرحلة دقيقة، تتشابك فيها الأوضاع الداخلية مع التطورات الإقليمية والدولية، لتضع الدولة والمجتمع أمام اختبارات صعبة تتطلب وعيًا جماعيًا ومزيدًا من الصمود.
الاستحقاق الانتخابي وضغوط الداخل
البلاد مقبلة على انتخابات مجلس النواب، وهو استحقاق دستوري يأتي في وقت حساس. المواطن المصري يعاني من أعباء اقتصادية ومعيشية، بينما تسعى الدولة لإظهار قدرتها على إدارة الانتخابات في موعدها، بما يعكس استقرار مؤسساتها الدستورية. ومع ذلك، فإن التحديات الداخلية تتضاعف في ظل أجواء القلق من التطورات على الحدود.
غزة جرح نازف والحدود المصرية
الأحداث في قطاع غزة تلقي بظلال ثقيلة على مصر، سياسيًا وأمنيًا وإنسانيًا. فمع استمرار الاعتداءات الصهيونية، تتحمل مصر مسؤولية كبرى في إدارة الحدود، وتقديم الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين، مع الحفاظ على أمنها القومي في وقت يزداد فيه التصعيد.
التصعيد الإسرائيلي وضرب قطر
إقدام الكيان الصهيوني على ضرب قطر شكّل محطة جديدة من الاستفزاز، وأكد أن الاحتلال لا يعترف بقواعد القانون الدولي. هذا التصعيد لم يستهدف قطر وحدها، بل بعث برسالة واضحة أن المنطقة كلها تحت التهديد، وأن الكيان يسعى لإشعال المزيد من الفوضى.
التخاذل العربي والدولي
الموقف العربي بدا ضعيفًا ومجزأ، وكأن ما يحدث في فلسطين لا يعني الجميع. أما القوى الكبرى فاكتفت ببيانات دبلوماسية خجولة، ما يعكس تخاذلًا أجنبيًا واضحًا أمام مشاهد الدم والدمار. هذا الواقع يضاعف الإحباط الشعبي، ويضع عبئًا إضافيًا على الدول التي ما زالت متمسكة بثوابتها.
مصر بين المطرقة والسندان
تجد مصر نفسها في قلب العاصفة:
داخليًا: ضغوط اقتصادية وانتخابات تحتاج إلى تنظيم نزيه وشفاف.
خارجيًا: حدود مشتعلة مع غزة، تصعيد إسرائيلي يهدد المنطقة، وضغوط دبلوماسية للتعامل مع ملفات معقدة.
ورغم هذه التحديات، تواصل مصر دورها التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والعمل من أجل استقرار الإقليم، حتى وإن كان ذلك يكلّفها الكثير سياسيًا واقتصاديًا.
الخلاصة
الأحداث التي تمر بها مصر ليست مجرد وقائع متفرقة، بل مشهد متشابك من الأزمات والضغوط. ومع ذلك، يبقى الشعب المصري هو السند الحقيقي للدولة، والعنصر القادر على مواجهة التحديات، كما أثبت في محطات تاريخية سابقة. وفي النهاية، فإن وعي المواطن وصموده هما خط الدفاع الأول في هذه المرحلة الدقيقة.