كيف نُفصٌـل ذواتنـا؟ بقلـم ريهــام عبـدالـواحــد

ما كـان لأحد أن يُـطالبك بالاعتـذار عن تحـوّلات نفسـك،
ولا أن تُـلام على ما يطرأ على سجـاياك من تبـدّل.
فإن الإنسـان في سعـي دائم للنضـج والتعلـم والمثـابرة والجهـاد لبلـوغ ما يظنه خيـرا وأفضـل،
يُهـذب رأيـه، ويُنقـح فكـره، ويُعيـد النظـر في مواضـع الـودّ والبـعد،
فيُقـرّب من يشاء، ويُقصـي من يشـاء، دون أن يكون في ذلك إثـم أو جُـرم
،،وما كـان للمرء أن يُثقـل كاهـله بتبرير كل خطـوةٍ خطاهـا في سبيـل نضجـه، ولا أن يُقيـم الحُجـج والبراهيــن على اختياراته، فهو أدرى بشؤون دنياه، وأولـى بسيـادتهـا، وأحقّ النـاس بتدبيـر أمرهـا على ما يـراه رشـدا وسـدادا.
بل ، وليس من الواجب أن يُرضي الناس في أمـرٍ لم يكن لهـم فيه شـأن.
فما دام الحق في كفـته، ورضا الله غايتـه، فليسر غير ملتفت إلى من أراد أن يُحاكـم روحه بمعاييـر لا تخصّهـا،
أو يُقيـده بأغلالٍ من هـواه، ولا يلتفـت إلى من جعـل من رضـاه قيـدا لأجنحـته ، فإن المرء ليس مطالَبـا بأن يفُصِّل ذاته على مقياس رضاهم.