مقالات

ويسألونك_عن_الصين

ويسألونك_عن_الصين”

 

كتبت / د. ألفت المزلاوى عضو مجلس النواب

 

ليس كما قال “هنيدي”: الصين لا تنام من المغرب… واللي ما تتمدش عليه الإيد يكبر ويزيد!

ـــــــــــــــــــــ

سألني كثيرون بعد عودتي: ماذا وجدتِ في الصين؟

والحقيقة أنني وجدت دولة ناهضة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا تبيع الأحلام، بل تُصنّعها وتصدّرها.

 

رأيتُ شعبًا يعمل كأنه في سباق مع الزمن، وحكومة تسابق الأخطاء قبل أن تقع؛ رأيتُ مصانع ذكية، ومدارس تكنولوجية، ومدنًا صناعية لا تنام، وقطارات دقيقة لا تعرف التأخير، وأحياء بلا عشوائية.. لكن الأهم: رأيتُ نظامًا لا يرحم الفساد، ولا يُهادن الإهمال.

 

في الصين، لا يُسمح للهدر أن يصبح عادة، ولا للسرقة أن تُطوى في أدراج النسيان؛ المال العام له قدسيته، والوظيفة العامة لها شرفها، والمحاسبة هناك ليست اختيارية بل إجبارية.. الصينيون يقولون: “اللي ما تتمدش عليه الإيد، يكبر ويزيد”… ولهذا كبر وطنهم وازدهر.

 

واليوم تقف الصين ندًّا قويًا لأمريكا، حتى إن الأخيرة حين فرضت ضرائب مهولة علي البضائع، اضطرت سريعًا للتراجع وخفض الضرائب خوفًا من رد أقسى، تمكنت الصين أن تنزل أمريكا من علي الشجرة، لأنها ندّ قوي.. هكذا تُصنع الهيبة؛ بالعمل، لا بالشعارات.

 

وإذا سألنا أنفسنا: هل يمكن أن تصل مصر إلى هذا النموذج؟ فالجواب: نعم، إذا أردنا بصدق، وعملنا بجد، وواجهنا الفساد بالحسم، لا بالمجاملة.

 

لن نخترع العجلة… الصين وضعت النموذج؛ فقط نحتاج إلى:

• إرادة سياسية شاملة تُطلق القوانين وتُراقب تطبيقها.

• شفافية، حوافز، ومحاسبة لا تستثني أحدًا.

• شعب ملتزم، لا يستسلم للتبرير، بل يتمسك بالجدية والانضباط والصدق.

 

الصين اليوم نموذج للقوة… وإذا أردنا أن نكون أقوياء، فلن يفيدنا سوى أن نفعل ما فعلته الصين وأكثر.. فلنبدأ، ولا ننتظر.

ـــــــــــــــــــــ

د. ألفت المزلاوي – عضو مجلس النواب

حزب الشعب الجمهوري – مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى