رئيس المالديف ينعى خالدة ضياء بكلمات مواساة وإجلال
دكا – أحمد شوقي عفيفي
ببالغ الأسى وعميق المواساة، نعى رئيس جمهورية المالديف، محمد مويزو، رحيل رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة ورئيسة حزب BNP، خالدة ضياء، معربا عن تضامنه الصادق مع بنغلاديش حكومة وشعبا في هذا المصاب الجلل.
وفي رسالة تعزية نشرها عبر منصة إكس، قدم الرئيس المالديفي خالص العزاء إلى الحكومة المؤقتة وإلى أبناء الشعب البنغلاديشي، سائلا الله تعالى، في هذه اللحظات الحزينة، أن يمنح أسرة الفقيدة القوة والسكينة والصبر الجميل.
وكانت خالدة ضياء قد أسلمت الروح فجر الثلاثاء، عند الساعة السادسة صباحا، أثناء تلقيها العلاج في مستشفى إيفركير بالعاصمة دكا، عن عمر ناهز ثمانين عاما، بعد معاناة طويلة مع أمراض مزمنة ومعقدة، شملت تليف الكبد، والتهاب المفاصل، وداء السكري، إلى جانب اعتلالات مستمرة في الكلى والرئتين والقلب والعينين.
وعقب تشخيص إصابتها بعدوى في القلب والرئتين، وبناء على توصية مجلس طبي متخصص، أُدخلت المستشفى في الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي. وتولى متابعة علاجها مجلس طبي برئاسة طبيب القلب الدكتور شهاب الدين، وضم نخبة من الأطباء المتخصصين من بنغلاديش والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والصين وأستراليا. ورغم البحث في إمكانية نقلها للعلاج خارج البلاد مطلع هذا الشهر، فإن تدهور حالتها الصحية حال دون ذلك.
وفي الذاكرة السياسية لبنغلاديش، عرفت خالدة ضياء بلقب الزعيمة التي لا تساوم، إذ عرفت مسيرتها محطات قاسية من الصراع والشدة، من قضايا واعتقالات وسجون، إلى جانب مآس شخصية بفقدان الزوج والابن، ومعاناة طويلة مع المرض. كما واجهت، فضلا عن الخلافات الأيديولوجية، أشكالا متعددة من الاستهداف الشخصي والعداء والتشهير، غير أنها بقيت صامدة، تاركة أثرا عميقا في المشهد الوطني.
وتعد الراحلة من أبرز رموز السياسة البنغلاديشية، فقد تولت رئاسة الحكومة ثلاث مرات منذ عام 1991، وكانت أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في البلاد، وثاني امرأة منتخبة تتولى رئاسة حكومة في العالم الإسلامي. وولدت في الخامس عشر من أغسطس عام 1945 في ديناجبور، وتلقت تعليمها في مدارسها الحكومية ثم في كلية سوريندراناث، قبل أن تقترن عام 1960 بالرئيس الراحل ضياء الرحمن.
وبعد اغتيال الرئيس ضياء الرحمن عام 1981، انخرطت في العمل السياسي بانضمامها إلى حزب BNP عام 1982، لتتدرج في قيادته حتى انتخبت رئيسة للحزب عام 1984. واحتفظت بسجل انتخابي فريد، إذ لم تهزم في أي دائرة خاضتها، وفازت في خمس دوائر مختلفة بين عامي 1991 و2001، كما حصدت الفوز في الدوائر الثلاث التي نافست فيها خلال انتخابات عام 2008.
برحيلها، تطوى صفحة من أكثر صفحات التاريخ السياسي البنغلاديشي حضورا وتأثيرا، وتبقى سيرتها شاهدا على مسيرة حافلة بالصراع والقيادة والأثر الباقي.

