الرئيسيةمقالاتهانجوزك هنومة… حين يصبح الحلم قميصاً مشدود الأكمام
مقالات

هانجوزك هنومة… حين يصبح الحلم قميصاً مشدود الأكمام

*هانجوزك هنومة… حين يصبح الحلم قميصاً مشدود الأكمام*

” بين باب الحديد وباب العقل ”

بقلم الكاتبة/ ولاء عزت

 

** قناوى داخل كل واحد فينا**

أنا بحب فيلم *باب الحديد* جدًا… وكل مرة أشوفه كأنها المرة الأولى.

غالبًا بيخطر على بالي فجأة، ويمكن علشان شخصية *قناوي* فيها حاجة بتشدني قوي… مش بس لأنه كان بائع صحف مهمَّش، لكن لأنه كان *إنسان*، بيحلم، وبيشتاق، وبيخاف، وبيغلط.

 

كل مرة بركز على تفاصيله… طريقته في الكلام، في النظرات، في الغضب والانكسار… بيصعب عليا جدًا.

هو مش مجنون ولا مختل زي ما الناس شايفاه، هو ببساطة كان *وحيد*… عايز يحب ويتحب، يحس أنه موجود… بس اختار الحلم الغلط، أو اتحط في حلم أكبر منه، وانتهى بيه المطاف لابس القميص الأبيض.

 

*هنومة* في القصة مش مجرد بنت جميلة… دي رمز. رمز للحلم، للفرصة، للشيء اللي مش من حقك – أو المجتمع شايف كده.

وقناوي… هو اللي بيحاول يتسلق سور مش بتاعه، فبيقع.

ولما يقع، محدش بيلحقه… بالعكس، بيبقوا كلهم واقفين بيتفرجوا وهو بيلبس القميص، وبيضحكوا كأنه مشهد في فيلم، مش وجع في حدوتة إنسانية.

 

هنومة لم تكن فقط فتاةً جميلةً تمر من أمام عربة الصحف… بل كانت رمزًا لكل ما نتوق إليه، ولا يليق بنا، أو هكذا يُقال لنا!

وقناوي لم يكن وحده… بل ربما يسكن كثيرًا فينا، حين نحلم أكثر من قدرتنا، أو نغضب حين لا يفهمنا أحد، أو نرفع سقف التوقعات على أرضٍ بلا أعمدة.

في مشهده الأخير، لم يكن يرتدي القميص الأبيض فقط… بل ارتدى خيبة الواقع، وسذاجة الحلم، وسوء التقدير…

تمامًا كما نرتدي نحن، أحيانًا، أوهامًا نزيّنها بالمنطق، ونسير بها واثقين، حتى لو كانت نهايتها… بوابة الحديد.

 

فـ”هنّ” كثيرات، و”قناوي” أكثر…

وما بين الحلم والخيبة، تسير بعض الحكايات في صمت، دون أن ينتبه أحد… سوى من يقرأ ما بين السطور.

 

**اللهم ارزقنا وعياً لا يُضل، وحلماً لا يُخدع، وقلباً لا يُكسر،

واجعل أحلامنا في موضعها الصحيح، وأقدارنا أجمل مما تمنينا.

ولا تجعلنا ممن يركضون خلف السراب، بل ممن يسيرون بثبات نحو نورك ورضاك.**

 

بتوقيعي،

*قلب يكتب… لا ليحكي فقط، بل ليفهم.*

✍️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *