بقلم : على امبابي
لاشك فى أن علماء الإدارة قد وضعوا أسسا لأختيار الكفاءات والشخصيات القيادية القادرة علي صنع الفارق فى إدارة مؤسسة ما .
وعلى سبيل المثال وليس الحصر : هى مقدرة هذا الشخص علي وضع خطة شاملة واستراتيجية ناجحة .
كذلك ومن الأهمية القصوى ان يكون هذا الشخص لدية ملكة القيادة سمة شخصية فى مكنون شخصيته .
علم ادارة الأزمات ومواجهتها وادارتها
كذلك لابد أن تتوافر لدى هذا الشخص الخبرة الكافية للتعامل مع شتى أنواع المواقف التى تواجه تلك المؤسسة من الناحية المهنية.
أو من ناحية الادوات والامكانيات المتاحة له وهو مايسمى بعلم ادارة الأزمات ومواجهتها وادارتها.
وهنا يتضح الفارق ويظهر جليا بين أهل الثقة الذين تربطهم روابط شخصية مبنية ، على علاقات شخصية أو علاقات وقرابة عائلية ،
وأيضا توجد أنواع أخرى من أهل الثقة الذين يسيرون تحت راية واحدة من الفكر أو العقيدة والمذاهب .
وعلى الجانب الآخر نجد أصحاب التخصص أو من يطلق عليهم أهل الكفاءة ،وفى التاريخ الحديث لمصر كانت لنا تجربة مريرة وقاسية ،
عندما تولت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية قيادة البلاد فى وقت ما .
واوكلت الأمر فى بعض المنشآت والمرافق العامة إلى أهل الثقة بالنسبة لهم ، وهؤلاء ممن كانوا يخضعون لفكرهم ومعتقداتهم ، أو من الموالين لهم ويدافعون عن موقفهم .
و ليس فقط اعتقادا فى أنهم أصحاب الحق فى ذلك ولكن كانت هناك فئة وطائفة موالين لهؤلاء نكاية فى العهد والشخصيات التى كانت تسبق هذة الأحداث.
كانت تجربة قاسية ومريرة عانينا منها ودفعنا ثمنها
والتى تم الخروج عليها وعلى رجالاتها ، نعم كانت تجربة قاسية ومريرة عانينا منها ودفعنا ثمنها ، حتى الآن ندفع ثمن هذا الانحراف الفكري ،
والذى حاول جاهدا تقسيم هذة الأمة وذلك على أساس طائفى أو مللي .
لكن ، الثابت وبمالا يدع مجالا للشك أن إدارة موْسسة صغيرة كانت أو كبيرة او وزارة أو مرفق عام يخضع للدولة ليست بمنحة او هدية….
هى مسئولية جسيمة وسوف يحاسب عليها كل من يتولى تلك المسئولية …وايضا سوف يحاسب علي ذلك الاختيار كل من اختار هذا المسئول..
والسؤال الذى يطرح نفسه علينا هل مازلنا نتبع نفس الأسلوب ونعيد نفس السيناريو الذى تم ذكره كمثال ؟ أم أننا تعلمنا من هذا الدرس القاسى والظروف الصعبة التى مرت علينا ؟
هل زلنا نستعين بأشخاص ليس لهم خبرة فى أعمال ومناصب ووظائف تسند إليهم ؟ .
هل تعنينا مصلحة الوطن – في حين ان اختيار شخص أهل ثقة وهو عديم الكفاءة ظلم بحق المجتمع ؟ ،
إن استبعاد شخص أهل كفاءة وخبرة فى مجاله لكن ليس من أهل الثقة هو ظلم بحق المجتمع بالكامل .
يجب علينا أن نقدم أهل الخبرة على أهل الثقة
و لكى نرتقي فى اخنياراتنا يجب علينا أن نقدم أهل الخبرة على أهل الثقة، في كافة المواقع الخاضعة لهيمنة الدولة ، وخاصة أنة قد ثبت بالتجارب السابقة .
أن غالبية ألذين كانو يتمتعون بثقة أصحاب قرار الإختيار ، لم يكونوا على درجة كافية من الكفاءة والاقتدار والاحتراف.
مما ذهب بنا بعيداً عن الإبداع وعدم التطوير فى أنظمة المؤسسات ، بل أن الاختيارات الخاطئة قد ساهمت في إقصاء العديد من أهل الخبرة.
والمشهود لهم بالكفاءة وأصبحوا طيورا مهاجرة تغرد فى أماكن اخرى خارج الوطن .
دعوة لاستيعاب الطيور المهاجرة المغردة خارج حدود الوطن واستقطابهم والعمل على تذليل العقبات التى دعتهم إلى الهجرة ،
علينا أن نستفيد من خبراتهم وكفائتهم بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع .

