ليالي غزة

ليالي غزة
بقلم الشاعرة العراقية / زهراء مهند
لَيْلَى غَزَّةَ كَالجَحِيمِ تَسْتَنِي
هَوَاءٌ ثَقِيلٌ يَخْنُقُ الحَلِيمِ
تَتَسَلَّلُ الشَّمْسُ ببُشرَى حَرٍّ
تَتَغَلْغَلُ في الجُدْرَانِ، تَعكِرُ الصَّفَا
العَصافيرُ تَصْدَحُ بالأَمَلِ البَعِيدِ
لكن الواقعُ يُغْرِقُ، يُغتالُ كلَّ سَعِيدِ
الأَرْواحُ تَتَوَسَّدُ الأرْحَامَ
وفي كلِّ زَاوِيَةٍ، حُلْمٌ في الظَّلامِ
الأَطْفَالُ أُغْرِقَتْهُم الأَوجاعُ
يَرَاقِبُونَ الحَيَاةَ بِعُيُونِ الأَلَمِ
ظَلامٌ يَغْزُو كُلَّ شَارِعٍ فِيها
لكن الأَمَلَ يَبْقَى، يُغَذِّي أَرْواحَها
أُمَّهاتٌ يَسْهَرْنَ تَحْتَ سَمَاءِ اللَّيل
يَدْعُونَ لِلأَبْنَاءِ، يَسْتَمدُّنَ الأَمَلَ
يَقُولُونَ: “الْحَرُّ لا يُقْتَلُ”، يَحْسُرُونَ
لكنَّ حكاياتِ غَزَّةَ لن تُنسى في الصدورِ
سَأصْمُدُ رَغْمَ الجَرَاحِ وَالْهُمومِ
لِأَنَّنِي فِي غَزَّةَ، أَحْيا بَيْنَ الأَنْيَارِ
فَالأَمَلُ كَالفجرِ، يَوقِظُ النَّفْسَ
يُمَسِّحُ دُمُوعَ سِرِّ حَيَاةٍ كالجَسْرِ
سَنَرْفَعُ روَاحَ النُّضَالِ بَيْنَ الأنامِ
سَنَمْضِي معًا، نَحْمِلُ أحلامَ الألَامِ
غَزَّةُ الجَريحَةُ، تَسْطُرُ فِي القَلْبِ عَزمًا
فَكُلُّ رُوحٍ صَامِدَةٍ، سَتَعِيشُ بِلَا ذَلٍّ.