اخبار عربية

بيان المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف بمناسبة ذكرى 16 ماي المأساوية

بيان المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف

بمناسبة ذكرى 16 ماي المأساوية

 

شبكة النايل الإخبارية: محمد قمار

 

في مثل هذا اليوم الأليم، يستحضر المغاربة ذكرى 16 ماي المأساوية، التي شكلت جرحًا عميقًا في وجدان الوطن، وأيقظت الوعي الجماعي بضرورة التصدي لآفة الإرهاب والتطرف بكل حزم ويقظة. لقد كانت هذه الأحداث الإرهابية بمثابة ناقوس خطر أيقظ المجتمع المغربي على واقع مؤلم، استدعى مراجعة شاملة للمنظومة الأمنية والفكرية والثقافية، بهدف تحصين البلاد من الأفكار المتطرفة التي تهدد أمنه واستقراره.

تحت شعار: “حان الوقت لتصنيف البوليساريو منظمة تصنع التطرف: الإرهاب تحت مظلة الانفصال”، يؤكد المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف على ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار المملكة، سواء تحت ستار الانفصال أو عبر أشكال الإرهاب الفكري أو الميداني. إن الاستغلال السياسي لخطاب الانفصال بهدف تغذية الفكر المتطرف ليس إلا محاولة خبيثة لتقويض السلم الاجتماعي وتحويل المنطقة إلى بؤرة للعنف والتطرف.

 

التجربة المغربية الأمنية: نموذج رائد

إن المرصد المغربي، إذ يستحضر هذه الذكرى المؤلمة، يثمن عاليًا التجربة المغربية الأمنية الرائدة في إحباط المخططات الإرهابية، حيث أضحت المملكة نموذجًا يحتذى في تعزيز الأمن والاستقرار، بفضل المقاربة الاستباقية واليقظة الدائمة للأجهزة الأمنية التي جنبت الوطن كوارث محققة. ويعكس هذا النموذج نجاح المملكة في بناء استراتيجية أمنية متكاملة تستند إلى مقاربة شمولية تربط بين البعدين الأمني والفكري، وتراهن على التعاون الإقليمي والدولي في محاربة الإرهاب.

مخيمات تندوف: بؤر للتطرف والاستغلال

وفي هذا السياق، يدين المرصد بشدة الانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب في مخيمات تندوف، حيث يتم استغلال الأطفال بشكل منهجي في أنشطة دعائية وعسكرية تتنافى مع حقوق الطفل ومعايير القانون الدولي. ويعتبر توظيف الأطفال في هذه المخيمات إحدى أخطر الممارسات التي تسهم في تأجيج الصراع المفتعل، إذ يتعرضون لعمليات تلقين مكثفة تُغذي فكر الكراهية والعنف ضد المغرب، حيث يتم تلقينهم مفاهيم متطرفة ترتكز على العداء وإقصاء الآخر.

إن هذه التربية الممنهجة لا تساهم فقط في خلق جيل يحمل أفكارًا عدائية، بل تشكل استثمارًا في الكراهية يهدد بتفريخ جيل متطرف يشكل قنبلة موقوتة تهدد أمن واستقرار المنطقة. وتتجاوز هذه الانتهاكات حدود التربية على الكراهية لتشمل تجنيد الأطفال في ميليشيات البوليساريو، حيث يتم تدريبهم على استخدام السلاح والمشاركة في الأعمال العسكرية. هذا الاستغلال القسري يحولهم إلى ضحايا للعنف الجسدي والنفسي ويجعلهم أدوات في الصراع المفتعل، في انتهاك صارخ للمعاهدات الدولية التي تحمي حقوق الطفل.

علاقات البوليساريو بالتنظيمات الإرهابية: تهديد للأمن الإقليمي

ولا يقف خطر البوليساريو عند هذا الحد، بل يمتد إلى تورط بعض أعضائها في التعاون مع تنظيم داعش في دول جنوب الصحراء والحركات الإرهابية المتطرفة. فقد أشارت تقارير دولية موثوقة إلى تقديم دعم لوجستي وتسهيل تحركات العناصر الإرهابية عبر الحدود، مما يجعل من المخيمات بؤرًا محتملة لتفريخ المتطرفين وتشكيل تهديد أمني للمنطقة بأسرها. إن هذا التنسيق الخطير بين الانفصال والإرهاب يقتضي من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه هذه الممارسات المهددة للاستقرار الإقليمي.

تعبئة مجتمعية شاملة

إن المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف، إذ يشدد على أهمية التعبئة المجتمعية ضد التطرف، يدعو كافة المؤسسات العمومية والمجتمع المدني لتحمل مسؤولياتهم كاملة في حماية الشباب والمواطنين، وخاصة الأطفال، من كل القيم السلبية التي تغذي العنف. كما يشدد على ضرورة العمل على تصريف منظومة قيم تتأسس على خطاب الاعتدال والتسامح والتعايش، انطلاقًا من كون التعبئة المجتمعية ضد التطرف هي صمام الأمان الذي يحصن المجتمع من تناسل الفكر الظلامي.

ويؤكد المرصد على ضرورة إشراك مختلف الفاعلين في المجتمع من مؤسسات تربوية، وإعلامية، وثقافية، وجمعيات المجتمع المدني، لتعزيز ثقافة الحوار والانفتاح واحترام التنوع، والعمل على ترسيخ قيم المواطنة والسلم الاجتماعي، باعتبارها أساسًا لمجتمع قوي ومتماسك في وجه كافة أشكال العنف والتطرف.

مسؤولية المجتمع الدولي

يدعو المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف إلى مضاعفة الجهود لتعزيز المناعة الفكرية والثقافية للشباب، وتشجيع المبادرات التي تزرع الأمل والانفتاح على المستقبل، حمايةً للوطن وضمانًا لأمنه واستقراره. كما يطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للضغط على البوليساريو لإنهاء هذه الممارسات غير الإنسانية التي لا تهدد فقط استقرار المنطقة، بل تفتح الباب أمام مزيد من التطرف والإرهاب.

إن الوقت قد حان لتصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية تصنع التطرف تحت مظلة الانفصال، فالتسامح مع هذه الممارسات لا يشكل فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان، بل تواطؤًا صريحًا مع الإرهاب الذي يهدد السلم والأمن الدوليين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى