غياب الوعى .. واغتيال الأوطان..
ظلم المصطبة..ولا عدل المحكمة..
بقلم سمة مصطفى الجوخى
وكأن جزء كبير من الشعب المصرى للأسف
أصبح يتسابق على الظلم
وللأسف أصبحت الجرائم وحشية
حتى قد غلبت فطرة الإنسان
فالكل يعرف أن أول جريمة فى الكون
كانت القتل الذى نتج عن الحسد والحقد
ولكن الآن قد تخطى الإنسان ذلك بمراحل
انتشرت جرائم الاغتصاب وهتك عرض الأطفال
وأيضا انتشرت جرائم قتل مريبة
كالطفل الذى قتل صديقه ومن ثم أكل جزء من لحمه
أما الحوادث التى أصبحت ترند الموسم هى حوادث قتل الزوجات
رجل يقتل زوجته يوم زفافهم،
ويدعى إنها ليست بكرا ،
والأخر يتعدى عليها وهى حامل بعد شهور من زواجهم، مع استخدام العنف
معها ،
قبل قتلها فى كل شئ من ضرب وإهانة وعنف جنسى،
إلا أن انتهى الأمر بقتلها وهى فى الشهر الرابع من حملها فى طفلها،
إلى أى مدى غاب الوعى وانعدمت الأخلاق فى مصر ؟!
إلى الآن ومازالت العادات والتقاليد الملوثة
تحكم فئة لا بأس بها من أهل مصر ،
وإلى الآن يستمر المثل الذى يقال فى الأرياف ” ظلم المصطبة ولا عدل المحكمة ”
وياليت هذه العادات المشوهه
تمد للدين بصلة
فهذه العادات ليس لها علاقة بأى دين
ولم ينزل الله عز وجل بها من سلطان ،
نرى آباء وأمهات وكأنهم يبيعون بناتهم إلى أول رجل يتقدم لهم،
وبرغم معرفتهم أحيانا بمعظم عيوبه التى تجعله لا يصلح للزواج، أو لتكوين أسرة ، إلا إنهم لا يترددون لحظة فى زواجها منه ،
فأصبحت الفتاة تضرب وتهان، وتصبح مجرد خادمة لأهل زوجها
ويأتى رد الأهل بأن الطلاق فضيحة ،
وبأن الفتاة لابد لها من الاستمرار فى العيش هكذا
وبدلا من انتهاء الأمور بأقل الخسائر
هنا تحدث المصيبة والكارثة الأكبر ،
التى تصل إلى حد الفضائح والتشهير، و القتل الوحشى
ونأتى إلى ما يسمى” بالبشعة” التى كانت تنتشر قديما فى بلاد عربية كثيرة
وهى متواجدة إلى الآن أيضا فى مصر وتحديدا فى الأرياف
إلى الآن لم تنتهى هذه البدعة المهينة للإنسان سواء رجل أو امرأة،
التى ليس لها أصل شرعى ،ولا توجد فى القرآن الكريم والسنة النبوية،
فهى مخالفة للشريعة الإسلامية ،وتخالف المنهج النبوى
والإسلام أمر باتباع الطرق الشرعية،
في إثبات الحقوق ،وليس الأعراف والبدع
التي قد تؤدي إلى الظلم وانتشار الفتن والقتل
وما هى إلا عادة ملوثة كانت تمارس فى عصر الجاهلية
كما أنها تخلق المشاكل والعداوات والشك بين الناس.
نأتى الآن إلى واقعة “فتاة المترو “والمسن”
التى أصبحت ترند
حيث قامت فتاة فى المترو بتصوير فيديو
ليس لأجل الشهرة وخصوصا فى واقعة مستفزة مثل هذه ،
بل لتحمى نفسها مثلما صرحت،
كانت تجلس فى صمت وتضع سماعات الأذن وجالسة مع نفسها
تضع رجل على الثانية،
فالوقت الذى يقول فيه الكثير بإنها حرة تجلس مثلما تشاء ،مادامت لا تؤذى أحد
صرحت هذه الفتاة وقالت إنها مصابة بالغضروف،
وأن هذه الطريقة تريحها كثيرا فى الجلوس،
وكانت قدميها إلى الاسفل وليست فى وجه أحد،
والمسافة بين الاريكتين فى المترو ،
بعيدة عن الناس الجالسة أمامها في وجهها،
فالحقيقة أن هذه الطريقة فى الجلوس تريح أيضا معظم الفتيات بالفعل ،
وهذه الفتاة ليست مجبورة على تبرير أسباب طريقة جلوسها،
ولكن نأتى إلى باقية الواقعه
إذا فجأة قام رجل مسن بضرب الفتاة بالعصا
على قدمها
يحاول أن يرفع ساق الفتاة من على الثانية،
تفاجأت الفتاة،ورفضت هذا الفعل المستفز،
وهذه الطريقة الهمجية،
وبدأ يعلو صوت المسن بكل همجية ، وصرخ فى وجه الفتاه
وهذا ما يسمى ترويع ، وقام بإهانتها وقذفها بكلام غير مقبول
بإنها ليست محترمة ،وبإنها عديمة التربية
ويقول لها بتهكم واستهزاء من أنتى ؟ وماذا تعملى ؟
وبدأ يقدم عليها بهجوم فقام بعض الناس بإيقافه ، والباقى أخذ وضع المتفرج
والبعض الآخر لا يعرف القصة
ويردد أن الرجل فى عمر والدها، ولا يحق لها الدفاع عن نفسها ،
فى الوقت الذى يفعل فيه هذا المسن ذلك الفعل الهمجى
تأتى حادثة كارثية أخرى لطفلة بريئة
لم يكن بها حتى أى معالم أنوثة
شاهدها،
وحش يتعاطى المخدرات
فقام باغتصابها ،
وأثناء صريخ الفتاة ومحاولتها للهروب
قام بمحاولة فقع عينها حتى لا تتعرف عليه
وضربها ضرب مبرح حتى يكمل جريمته ،
واتضح أن الطفلة من محافظة الشرقية بلبيس
وكانت ترتدي طرحة على الرأس، وعباءة
وهى يتيمة الأب ووالدتها حتى لا تملك منزل تقيم فيه،
تعمل عليهم بشرف
حتى توفر لهم ولو بعض الشئ من قوت يومهم ،
إلى أى مدى يصل وجع هذه الطفلة ووالدتها الآن ؟!
طفلة ترتدى عباءة وطرحة على الرأس ، نقف هنا قليلا
فى هذه اللحظة قد أغلق الباب على بعض الشيوخ والأشخاص المنافقين ،
الذين يبررون تلك الجرائم ويلقون سبب هذه الجرائم الوحشية
إلى ملابس الطفلة!
وماذا عن اغتصاب الصبيان؟!
أرى أن هؤلاء شياطين الإنس يستحقون أيضا ،
الإعدام شنقا كفاعل الجريمة حتى يرتاح المجمتع من أمثالهم ،
لا أعرف هل يكتفى الآن شعب مصر بالحزن من ويل ما يحدث ، أم يدفن نفسه فى مقابر جماعية على ما وصل إليه من قلة وعى أولا؟!
وهل أصبحت مشكلات مصر الآن هى المرأة ،
وأيضا الطفلة الصغيرة لمجرد إنها ستكون فى يوما من الأيام امرأة ؟!
هل انتهت كل الأزمات وأصبحت المرأة المصرية هى الأزمة الكبرى؟!
وبدلا من التركيز على ظلم وإهانة المرأة
لابد من التركيز على ما يحدث من جرائم وحشية وانتهاكات أخلاقية،
وحل أزمة انتشار المخدرات التى أصبحت فى بعض المناطق،
علنا و فى الطرقات،
ومعرفة أسباب انتشار جرائم الاغتصاب والتحرش
وقتل الزوجات ،ومحاولة حل هذه الكوارث
بدلا من العبث مع المرأة
فمن الأفضل معرفة أسباب كل هذه المشكلات ،والجرائم
والبحث عن حلول للحد مما يحدث.
وأيضا حل مشاكل المرأة أفضل من الهجوم عليها
لأن المرأة هى عمود المجتمع
فعندما تتعرض للعنف والضرب ، والذل ،والإهانة والتحرش،والاغتصاب،
تصبح دمية مشوهه لا تستطيع بناء مجتمع
لإنها تريد أولا العلاج من هذا التشوه
ومن مرحلة كرهها لذاتها التى وصلت إليه،
بسبب غياب الوعى ،وعادات الجاهلية
المذمومة المشوهه، والأفكار الحمقاء التافهه، والغبية .
أرى أن الإنسان وكأنه يستاء من تكريم الله عز وجل له
ويريد أن يرجع إلى عصر العبودية ،
ولكن ما نقوله الآن ليس بمعنى بإنه لا يوجد امرأة لا تخطأ
أو أن كل رجل هو السبب فى المشكلات ،
بل يوجد الكثير من السيدات ،
التى بالفعل تتعمد قهر الرجال، وتفتعل المشكلات ،
ولكن نحن نتكلم عن الغالبية،
ونحاول أن نعرف أين تكمن المشكلة ؟!
ونحاول أيضا إيجاد حلول لها ،
وأن نحافظ على حقوق المرأة ،
فالمرأة والرجل كل منهما يكمل الآخر .
فما يحدث الآن هو قتل للأوطان
وكأن كل ما يحدث من أزمات كارثية
ما هو إلا شخص قاتل خفى يغتال الأوطان ببطئ وينهيها.
والسؤال الآن؛ إلى متى سيظل هذا العبث والضياع ؟!

