الرئيسيةمنوعاتاختلاف الثقافات رجل المترو العجوز والفتاة القاهرية
منوعات

اختلاف الثقافات رجل المترو العجوز والفتاة القاهرية

٧

كتب : المستشار علاء سليم  الكويت

متابعة : د.عبدالله مباشر  رومانيا

ليس دفاعاً عن رجل المترو العجوز بل قراءة في ثقافة الجنوب :

اعتدنا في مصر بين كل فترة زمنية قصيرة على ما يسمى بالتريند ، والترند هذه المرة كان لرجل صعيدي عجوز ثار على فتاة تجلس امامه في المترو وتضع رجلها على رجلها الآخرى ، وقد تضمنت عبارات الرجل في قمة غضبة بعض الكلمات التي لا تشفع له مع فتاة صعيرة قاهريه في عمر احفادة قد لا تفهم القصد العميق من كلمات الراجل ، وقد احتار الناس بين تقييم الرجل العجوز الذي هو له مكانته لكبر سنه وبين ما قالة من كلمات غير مقبولة في الغالب لدى راكبي المترو وسكان الحضر .

والحقيقة تكمن في ثقافة الجنوب التي لم تنل من اهتمام الدولة ما تستحقة من انفتاح على المجتمع الشمالي فبدت ثقافات أهل القرى حسب التراث القديم ثقافات مغلقة على الشمال وازداد الفرق بين ثقافات الشمال والجنوب .

منذ زمن ليس بالبعيد كانوا أهل الشمال يطلقون (النكت) على أهل الجنوب واصبحوا أهلنا في الجنوب محل سخرية أهل الشمال حتى انتقلت هذه السخرية إلى الدول العربية فكان الكفيل في البلدان العربية إذا اختلف مع المكفول وأراد أن يسخر منه ويقلل منه يطلب منه أن يحكي له نكتة أولها ( مره واحد صعيدي .. ) .. لم تعمل الدولة على تنمية العلاقات بين أهل الشمال والجنوب وتركتها للزمن لعله يتكفل بها .

وعودة لرجل المترو العجوز ، الرجل ما زال في ثقافتة الجنوبية ما تربى عليه هو وانداده وجموع أهل بلدته له مكانتة الاجتماعية فالكل يوقره ويقبل يدية والمرأة إذا رأت رجلاً مثلة تقوم بتغطية رأسها ، وصوتها لا يرتفع ، والكل يستمع إلى رأيه حتى لو جانبه الصواب .
أراد الرجل بدوافع فطرية أن يمارس نفس المهام التي كان يمارسها في البلد ، واصطدم بالبنت صاحبة المشكلة التي لا تعرف ثقافة الجنوب ، بل بدت ردودها عليه وإن كانت مقبولة لدى المحدثين وأبناء الحضر والمدينة لم تكن مقبولة له وحدث ما حدث .

لو هذه البنوته تعرف (سيكلوجيات) أبناء الجنوب و(ثقافتهم) ما جادلت معه وفي جميع الأحول وبغض النظر عن الثقاقات فما كان لها أن تجادل بحجة أنها تفعل ما تريد ، وإنها لم تتحدث معه على الإطلاق حتى يكون ردة فعله هكذا، هو رجل مسن وكبير وكان للموقف أن ينتهي لولا الجدال الدائم بين أهل الريف وعاداتهم وأهل المدينة وعدم تقبلهم العادات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *