من النفط إلى الطيران مسلسل الضغوط الأمريكية على الشعب الفنزويلي مستمر
الإعلامي والسياسي رامي السيد
نائب رئيس شبكة النايل الإخبارية
لا تزال الولايات المتحدة تمارس ضغوطا متصاعدة على فنزويلا دولة اختارت أن تحافظ على سيادتها وثرواتها بعيدا عن الهيمنة الخارجية فدفعت ولا تزال تدفع ثمنا باهظا لهذا الموقف فمن العقوبات الاقتصادية القاسية التي طالت قطاع النفط إلى القرارات الأخيرة التي شملت الحظر الجوي عبر إشعار NOTAM الصادر عن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية يتواصل مسلسل الضغوط على الشعب الفنزويلي في محاولات مستمرة لتركيعه والنيل من إرادته الحرة
منذ سنوات طويلة اعتبرت واشنطن النفط الفنزويلي أحد أكبر الاحتياطات في العالم ساحة نفوذ لا يجوز لفنزويلا أن تديرها بمعزل عن الإرادة الأمريكية ولذلك جاءت العقوبات تباعا فاغلقت منافذ التجارة وقيدت الحركة المالية وضيقت الخناق على الشركات الوطنية مما أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وعلى الإدارة الاقتصادية للدولة
لكن يبدو أن استهداف النفط لم يكن كافيا للضغط على كاراكاس فجاء القرار الأخير بفرض حظر جوي شامل على الأراضي الفنزويلية وجزء من جنوب البحر الكاريبي تحت ذريعة الاعتبارات الأمنية غير أن المتابع لمجريات السياسة الأمريكية يدرك أن هذه الخطوات ليست سوى أدوات لإطالة أمد الأزمة وزيادة العزلة وتقويض قدرة فنزويلا على التواصل الجوي والتجاري مع العالم
إذا ما الذي تريده واشنطن تحديدا
الجواب في غاية الوضوح تريد فنزويلا دولة ضعيفة محاصرة تفتح ثرواتها أمام الشركات الكبرى ويعاد تشكيل قرارها السياسي بما يتوافق مع مصالح البيت الأبيض لكن الشعب الفنزويلي أثبت عبر العقود أنه يرفض الخضوع وأنه قادر على الصمود في وجه أصعب الظروف وأن هويته الوطنية ليست للبيع ولا المساومة
ورغم شراسة الحصار الاقتصادي والجوي تواصل فنزويلا تعزيز تعاونها مع دول صديقة وتطوير بدائل اقتصادية والتمسك بخياراتها الاستراتيجية وهذا الصمود بحد ذاته مصدر قلق للقوى التي تريد السيطرة على موارد الشعوب والحصول على مقدراتها تحت مظلة الديمقراطية وحقوق الإنسان
إن العقوبات والحصار لا يمكن اعتبارها سوى إرهاب اقتصادي منظم يطال المواطن قبل الدولة ويهدف إلى خلق حالة من الإحباط والانقسام الداخلي لكن التاريخ أثبت أن الشعوب التي تؤمن بحقها في الحرية والكرامة لا تهزم مهما طال زمن الاستهداف
في النهاية سيبقى الشعب الفنزويلي رقما صعبا في معادلات الإقليم والعالم وسيبقى مسلسل الضغوط الأمريكية شاهدا على سياسات تتناقض مع ما ترفعه واشنطن من شعارات أما فنزويلا فستمضي في طريقها متمسكة بثرواتها وسيادتها مدعومة بإرادة شعب لا يعرف الانكسار

