الوعي الثقافي استثمار استراتيجي في مستقبل الأجيال
الإعلامي والسياسي رامي السيد
نائب رئيس شبكة النايل الإخبارية
أصبح الوعي الثقافي اليوم أحد أهم ركائز بناء المجتمعات الحديثة فهو ليس مجرد تراكم معرفي أو اهتمام بالفنون بل استثمار استراتيجي في تشكيل عقل الإنسان وقدرته على التفكير والإبداع ومواجهة تحديات العصر فالوعي الثقافي هو البوابة التي تنطلق منها الأمم نحو مستقبل أكثر استقرارا وتقدما لأنه يعزز قيم الانفتاح ويحمي المجتمع من التطرف ويمنعه من الوقوع في فخ السطحية والشائعات
وفي هذا السياق يبرز التعاون الثقافي بين الشعوب كأحد أنجح وسائل تعزيز هذا الوعي إذ يفتح بابا واسعا للتفاعل الإنساني وتبادل الخبرات ويخلق مساحات مشتركة ترسّخ مفهوم التعايش وفي مقدمة هذه العلاقات يأتي التعاون الثقافي المتنامي بين مصر وفنزويلا والذي يشكل نموذجا واضحا لكيف يمكن للثقافة أن تكون جسرا بين الأمم
وقد أكد سعادة سفير فنزويلا ويلمر أومار بارينتوس خلال مشاركاته في الفعاليات الثقافية داخل القاهرة أهمية تعزيز هذا التعاون، معتبرا أن الثقافة هي اللغة الأقدر على توحيد الشعوب وتقديم صورة صادقة عن كل حضارة
ومن أبرز هذه الفعاليات كان العرض الخاص لفيلم
على بريميرا داخل قاعة قصر السينما في حدث يعكس عمق العلاقات الثقافية بين البلدين فقد شهدت القاعة حضورا مهما يتقدمهم سعادة السفير إلى جانب الفنان تامر عبد المنعم مدير عام قصر السينما وعدد من المهتمين بالثقافة والفنون وقدم الفيلم نافذة فريدة للجمهور المصري للتعرف على المجتمع الفنزويلي وقضاياه وقيمه الإنسانية مما يؤكد الدور البارز للسينما في بناء الجسور بين الشعوب وتعزيز الوعي الثقافي المتبادل
إن هذه الفعاليات لا تعد مجرد عروض فنية بل هي رسائل مباشرة تحفز العقول على التفكير وتسهم في تشكيل وعي جديد لدى الأجيال وعي يدرك قيمة التنوع ويحترم الاختلاف ويؤمن بأن الثقافة هي السلاح الأقوى لصناعة المستقبل
ومع استمرار هذا الزخم الثقافي تواصل مصر بدورها الريادي دعم المشاريع والمبادرات التي تعزز الوعي الثقافي وتسهم في بناء جيل قادر على الإبداع والنقد وصناعة مستقبل أفضل
إن الاستثمار في الوعي الثقافي هو الاستثمار الحقيقي في الإنسان… والإنسان هو أساس كل نهضة وركيزة نحو التقدم
