ثقافة

لحظة ميلاد.. إطلالة جديدة لشاعر العامية أسامة شريف

لحظة ميلاد.. إطلالة جديدة لشاعر العامية أسامة شريف

 

 

كتب محمد أكسم

عندما يقرر شاعر أن يمنح لحظاته الخاصة حياة مكتوبة، فإننا نكون أمام ميلاد جديد للكلمة والإحساس, هكذا يأتي ديوان “لحظة ميلاد” للشاعر أسامة شريف، شاعر العامية المصري الذي استطاع أن يترك بصمته على ساحة الشعر الشعبي بلغة صادقة وصور شعرية تفيض دفئًا ووجداناً.

اختار الشاعر أن يستوحي عنوان ديوانه من تلك اللحظة الفريدة التي يرى فيها أن أجمل ما في الحياة هو الميلاد, ميلاد إنسان، ميلاد حب، أو حتى ميلاد قصيدة, فكل ميلاد هو إعلان عن شيء جديد يولد للحياة ليحمل شخصيته الخاصة، وأسلوبه، وروحه المتفرّدة.

من هنا كان “لحظة ميلاد” أكثر من مجرد ديوان، بل هو شهادة ميلاد لعالم كامل من الأحاسيس والمشاعر التي صاغها الشاعر بقلب صادق وقلم مخلص.

في هذا الديوان جمع “أسامة شريف” معظم تجاربه الرومانسية والاجتماعية، إلى جانب بعض أزجاله، ليضعها بين دفتي كتاب واحد، كأنها لآلئ متناثرة التقطها في لحظات مختلفة ثم رصعها في عقد واحد مترابط, قصائد مثل

“ح أعترف”، “عشانك”، “ف حضن عنيك”، “طمني”، “زي الحلم”، “تيجي نبعد”، “لحظة ميلاد”، “ف المزاد”، “و لا متجوزة ولا مخطوبة”، “وحشتيني” وغيرها، تجسد تنوع التجربة الشعرية بين الوجداني والعاطفي والاجتماعي، وتكشف عن شاعر يتقن الغوص في تفاصيل المشاعر الإنسانية.

أسلوب “أسامة شريف” في هذا الديوان يتسم بالبساطة والعمق في آن واحد، فهو لا يركن إلى الغموض ولا يلهث وراء الزخرفة اللغوية، بل يترك للقلب أن يتحدث بلسان العامية المصرية التي يفهمها الجميع. يكتب بحس عفوي، لكنه مدروس، فيصوغ أبياتًا تدخل مباشرة إلى الروح دون استئذان.

ويعد هذا الديوان هو الثاني في مسيرة الشاعر، لكنه يحمل نضجًا أكبر وتجربة أعمق، ويؤكد أن أسامة شريف لا يبحث عن مجرد كتابة، بل يسعى لتوثيق مشاعره وتجارب مجتمعه، ليجعل من شعره مرآة صافية لما يعيشه هو والآخرون. إنه شاعر يعرف قيمة الكلمة، فيكتبها كما تُكتب اللحظات الفارقة: بدقة، وبجمال، وبصدق

“لحظة ميلاد” ليس مجرد ديواناً جديداً يضاف لإصدارات ، بل هو إعلان عن استمرار رحلة شاعر يعرف أن الكلمة الصادقة هي وحدها التي تظل خالدة، وأن الشعر إذا خرج من القلب وصل بلا استئذان إلى كل القلوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى