مراكز القوى والتوريث .. شلل فى حركة المجتمع .. وقتل للحلم..

مراكز القوى والتوريث .. شلل فى حركة المجتمع .. وقتل للحلم..
بقلم بسمة مصطفى الجوخى
لا يوجد ابدا مجتمع متقدم وبلد ناجحة تقوم على التوريث،
ولابد من تحديد المشكلة ومعرفة الداء من أجل الوصول إلى الحل والدواء لهذه المشكلة ،
للأسف يوجد خلل كبير فى تركيبة المجتمع ،
وعندما يتلاشى التوازن هنا تحدث الكارثة ،
للأسف انغلقت كثير من المؤسسات على شرائح معينة ،
وتوقف الزمن وأصبح الجميع يدور حول نفسه،
وكما الله تعالى فى كتابه الكريم
〔وفى ذلك فليتنافس المتنافسون〕
وهذه دعوة إلى التنافس في الأعمال الصالحة التي توصل إلى نعيم الجنة
وهذا التنافس لابد أن يكون أيضا فى العمل والتعلم والحياة،
فالمنافسة فى الخير والعمل وإنجاز المهام
منافسة شريفة وما اجملها من منافسة!
تجعل المجتمع فى تقدم وازدهار دائما ويقوم على المساواة والعدل ،
ولكن لماذا يجتهد الشخص ويتعلم مادام مكانه محجوز لغيره بالتوريث؟!
نرى الكثير من المؤسسات المختلفة التى يتواجد بها عائلة كاملة،
تعتمد فيها على التوريث، قطعا لا ننكر وجود من يستحقون،
وبالفعل قد يكون أهل لهذه الوظيفة،
حتى وإن توارثها وهذا الشخص يقوم بإثبات ذلك أثناء عمله،
ولكن القاعدة العامة والمنتشرة للأسف ،
هو التوريث فى مراكز القوى،
بدون وجه حق ،
وكأن هذه المؤسسة ملكية خاصة لأول شخص يعمل بها،
ثم يأتى بكل عائلته ليعملون بها وكأنها وضع يد،
وياليتهم يعرفون شيئا عن هذا العمل !
فكل المهن لها رسالتها حتى وإن كانت صغيرة ،
ومن المؤسف أن مصر من أكثر البلاد ،
التى بها ينظر بها الشعب نظرة دونية إلى المهن التى يعتقد إنها صغيرة ،
وينظر من وجهه نظره الحمقاء إلى أصحابها بدونية وتحقير ،
وفى معظم البلاد الأخرى يحدث عكس ذلك،
فلا ينبغى أن يكون احترام الناس ،
مبنى على المناصب والمراكز الاجتماعية أو المادية،
ينبغى أن يكون احترام الناس للشخص لاخلاقه ،
وما يقدمه من عمل ينفع به نفسه ،
فلابد أن تلقى هذه الشعارات الفارغة الدنيئةفى المزابل،
وهى” انت ابن من ، وكيف دخلت الى هنا،
و انت تعرف انا من وابن من !
كل هذه الهراء وكل هذه العبارات الدنيئة،
لابد أن ترمى وتنتهى تماما من قاموس الحياة،
فما يحدث يعتبر من أبشع أنواع الظلم ،
ومن أنواع القتل أيضا
فهو قتل للحلم ،وقتل للطموح ،وقتل للتعلم والاجتهاد،
قتل كامل للنفس ،
فلا ينتظر أحد أن يتقدم المجتمع أو تزدهر البلاد ،
من مكان يتواجد فيه أشخاص بغير حق ،
ولا أحد ينتظر من شخص أخذ مكانه ،
أن يحب الحياة ويتعلم ويجتهد،
ويساعد على تقدم المجتمع وازدهاره ،
لأن من يفعل ذلك سيعطى أى مجتمع أخر يقدره ويحقق أحلامه،
إلا البلد التى أماتته وهو حى ،
فهذا الظلم أبشع ما يكون وسيحاسب عليه كل مسؤول،
ولا ينسى أحد أن حقوق العباد يوم القيامة ، معلقة بعفوهم على من ظلمهم،
حان الوقت لإعادة التوازن للمجتمع،
وإحياء الحلم والطموح والشغف والتعلم، والاجتهاد
ووضع كل شخص فى مكانه الصحيح ،
حتى يتقدم المجتمع واقعيا بدون إشعارات وعبارات مستهلكة ……….