الرحيل

الرحيل
بقلم الصحفية / سماح عبدالغنى
الأحاديث التي كانت بيننا
لم تكن مجرد كلمات تُقال،
بل كانت وطنًا يحتضنني،
وسكينة تُطمئن قلبي المُنهك.
وكلما سمعت صوتك
كنت تُصلح شيئًا منّي قد تصدّع.
كانت أحاديثنا ملاذي الآمن،
والركن الذي أهرب إليه
حين أشعر بالخطر
وحين انتهت فصول الكلام بيننا،
لم أفقد صوتك الذى كان أمانا لي
بل فقدتُ وجودك كله.
ومنذ ذلك اليوم،
لم يعد الفقد يؤلمني،
ولا الغياب يُثقلني،
فقد كان أعظم ما يمكن أن يُنتزع
من الإنسان قد انتُزع.
لقد علمني غيابك
أن لا خسارة الأن تُوجع،
ولا فقدان يُقارن بعد ذلك يفجع
ورحيلك… كان النهاية ،
والآن بعد أن أثقلتني الحياة
بدرس قاسىٍ تعلمت بأن أتقبل الفقد
أتقبّله بصمت،
برضىً تام وبعينٍ لا تدمع
فمن بعد فقدك
لا يوجد أهمية لأحد فى حياتى،
فلا شيء يؤلمني بعد الآن..
لقد اعتدت النهاية
حين جاءت على هيئة غيابك
ها أنت قد كسبت فى معركة
أنت فيها الخاسر الوحيد
أنت تتقن الغياب
وأنا الأن أتقن الرحيل