الزواج الحقيقي

الزواج الحقيقي
الزواج الذي لا يُعرض للبيع
بقلم د.إسلام سالم
الزواج الناجح لا يُصنع في كواليس #الترند، ولا يُعلن عنه في لافتات إلكترونية تسبقه موسيقى درامية وتعليقات تفاعلية.
الزواج الناجح يُبنى في البيوت التي تعلّمت كيف تُغلق أبوابها بإحكام، لا على الخصوصية فقط، بل على السوق أيضًا.
الزواج الذي تراه في بيت أمك حين كانت تُقبّل يد أبيك بعد تعب، وتُعدّ له طعامه وتغسل له ثوبه لا بدافع الضعف، بل بدافع الفهم العميق لدور الحب العملي في حياة الرجل.
الزواج الذي كنت تراه حين يعود والدك مرهقًا من العمل، فيجد أمانه في صمت أمك، لا في صخب الكاميرا.
ذاك هو الزواج الذي يُغنّي فيه الرجل لامرأته سرًا، ويُطريها في حضنها، لا على الملأ.
زواج يعرف أن الحميمية لا تُنشر، وأن الغزل الحقيقي لا يصلح كمحتوى.
البيت الذي يتقاسم فيه الزوج عمل الخارج، وتتقاسم الزوجة مسؤولية الداخل، هو بيت يعرف التوازن لا التناحر، ويعرف أن قيمة المرأة لا تُقاس بما تعرضه، بل بما تصونه.
بيت لا يؤكل فيه جسد المرأة على موائد الجمهور، ولا يُشرب فيه حياؤها على طريقة المقالب الزوجية الرائجة.
هو الزواج الذي تغار فيه المرأة من نظرات الغرباء، لا الذي تغار فيه على عدد المتابعين..
هو الزواج الذي تخجل فيه الزوجة أن تطل من الشرفة دون خمار، لأن زوجها أكرم من أن يُشاركها مع المارّة.
هو زواج الرجل الذي يفضّل أن يجوع، ولا يشبع من جسد تُشاركه فيه العيون.
الرجل الذي لا يرى في امرأته مادة ترويج، بل شرفًا مغلّفًا بالحياء.
هو الزواج الذي يرى الله قبل أن يرى الجمهور، ويُراعي عين السماء لا عدد القلوب الحمراء في خانة التفاعل.
ذاك الزواج الذي لا تحتاج فيه الزوجة أن تُجالس أصدقاء زوجها في فيديو، كي تُضحكهم وتُحرج زوجها للمحتوى
بل تتوارى عنهم كما تتوارى الجواهر عن الأنظار، ويعتذر الزوج عن مزاح السوق باسم الحياء.
الزواج الحقيقي لا يعرف يوتيوب ولا تيك_توك، ولا الترند.
الزواج الحقيقي يُصوَّر في القلب، لا في الهاتف.
ويُبث في الروح، لا في البث المباشر.
فالزواج ليس قصة تُروى للعالم، بل عهد يُعاش في صمت.
ليس واجهة للعرض، بل سترٌ للسكنى.
هو الميثا
ق الذي يُصان لا يُذاع، ويُعاش لا يُصوّر.