هل يستطيع الوعي السياسي التغلب على المال السياسي ومنع ظهور حزب وطني جديد

هل يستطيع الوعي السياسي التغلب على المال السياسي ومنع ظهور حزب وطني جديد
بقلم: عبداللطيف عبدالوهاب
قريبا بين عشية او ضحاها سيتم قرع ابواب الجميع؛ في القري والنجوع والعزب والكفور وكذا جميع المناطق والأحياء الراقية وغير ذلك، علاوة علي زيادة الزيارات الاجتماعية بأنواعها في جميع المناطق السابق ذكرها؛ فهي ليست إحدي المبادرات الرئاسية التي تتبناها الدولة المصرية بتوجيهات من القيادة السياسية، لكنها حملات وصولات وجولات رجال الأعمال المشتاقين للترشح لمجلسي النواب والشيوخ، واعضاء المجلس الموقر منهم من له بصمة وصدي في الدائرة الخاصة به، ومنهم من ندم الكثير علي اضاعة صوته الانتخابي لشخص وعد بأن يعمل كذا وكذا ثم كذا وكذا وأخلف في كل وعوده.
واحقاقا للحق هناك من الأعضاء الذين تم انتخابهم خدموا دوائرهم خدمات كغثاء السيل وآن الأوان نقول لهم سعيكم مشكور ونكتفي بوجودكم معنا بهذا القدر بسبب الكلام والوعود الكاذبة، كما يجب الا ننسي بأن هناك من الأعضاء من هم فعلا شمعة تحترق من أجل الآخرين، هؤلاء نحسبهم علي خير حيث انهم لم يتركوا جهدا لخدمة المواطنين إلا سلكوه، فهم أبناء الوطن الذي إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي، فهم حقا يستحقوا النجاح بجدارة.
جدير بالذكر أن هناك مشكلة شائكة لان الكثير ممن يريد الترشح له تطلعات مثل هؤلاء اللذين يقولون انتخبوني وحاسبوني وغيرهم الذين يشتاقون للجلوس تحت قبة البرلمان بأي شكل من الأشكال سواء شراء اصوات بكرتونة الزيت والسكر والرز، أو عمل تكتلات تصويتية مع بعض الأعضاء ذوي الصيت العالي، فلهذا السبب؛ هل يستطيع الوعي السياسي ضخ دماء جديدة لمجلسي النواب والشيوخ، ام اننا في انتظار الجردل والكنكة،، اقصد الهلال والنجمة اي حزب وطني في ثوب جديد.
وفي سياق ذي صلة، فإن الوعي السياسي يمكن أن يلعب دورًا هامًا في التغلب على المال السياسي. عندما يكون المواطنون على دراية جيدة بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، يمكنهم اتخاذ قرارات مستنيرة أثناء الانتخابات، كما يمكن للوعي السياسي أن يساعد في؛ زيادة المشاركة السياسية للمواطنين في العملية الانتخابية، بالإضافة إلى تقليل التأثير السلبي للمال السياسي على الانتخابات وتعزيز الديمقراطية حيث يمكن للوعي السياسي أن يعزز الديمقراطية ويضمن أن تكون الانتخابات حرة نزيهة وعادلة.
وتذكروا دائما انه، لا يمكن القول إن الوعي السياسي يمكنه دائمًا التغلب على المال السياسي، فالمال السياسي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الانتخابات، خاصة إذا لم يكن هناك وعي انتخابي كافٍ بين المواطنين، فهو يساعد على وجود حزب وطني بثوب جديد، فمن الممكن أن تظهر اعضاء وأحزاب جديدة في الانتخابات، ولكن لا يمكن الجزم بما إذا كانت ستكون أكثر فعالية أو تأثيرًا من الأحزاب الحالية، علما بأن فعالية الأحزاب الجديدة تعتمد على عدة عوامل نذكر منها؛ البرامج السياسية التي تقدم من الأعضاء والأحزاب الجديدة حيث يجب ان تكون برامج سياسية واضحة ومقنعة،
بالإضافة الي القيادة الحزبية يجب أن تكون قوية وقادرة على جذب الدعم الشعبي، والتواصل مع المواطنين: وفهم احتياجاتهم ومتطلباتهم.
وختاما، يمكن أن يلعب الوعي السياسي دورًا هامًا في تشكيل المشهد السياسي، ولكن لا يمكن الجزم بما إذا كان سيتمكن من التغلب على المال السياسي أو ما إذا كانت الأعضاء الجدد سيكونوا أكثر فعالية.