نصر العشماوي
لا شك في أن مباريات الكرة تحظى باهتمام بالغ في حياة المصريين لكنها تكون أحيانا أكثر من اللازم وتجور على علاقاتنا بأقرب الناس إلينا حين يفضل أحدهم مشاهدة مباراة بين الأهلي والزمالك عن القيام بواجبه الإنساني تجاه أقرب الناس إليه .
فقد تقدمت سيدة بدعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة تروي فيها معاناتها مع زوجها الذي تجرد من أي مشاعر مسؤولية أو إنسانية، تاركًا إياها تواجه أصعب لحظات حياتها بمفردها حسبما ذكرت في صحيفة دعواها.
قالت الزوجة في دعواها أمام محكمة الأسرة : «كنتُ في الشهر الأخير من حملي، أعاني من آلام شديدة لا تحتمل، فطلبتُ من زوجي أن يأخذني إلى الطبيب، لكنه كان منشغلًا بمباراة الأهلي والزمالك وطلب مني الانتظار حتى تنتهي المباراة لأنها مباراة مهمة للغاية ولا يستطيع ترك مشاهدتها لأي سبب كان.. !
حاولتُ التحمل لكن الألم كان أقوى مني، فاضطررتُ للخروج وحدي واستقلال سيارة أجرة إلى المستشفى»
.تابعت بصوت يملؤه الألم والقهر : «عندما فحصني الطبيب، أخبرني أن حالتي تستدعي الولادة فورًا، شعرتُ بالخوف والقلق، فاتصلتُ بزوجي مرارًا، لكنه اهمل الرد على الهاتف مفضلا مشاهدة مباراة الأهلي والزمالك على أن يسمع صوت استغاثتي به ولم يرد على أي من اتصالاتي، اضطررتُ لإجراء العملية وحدي، دون أن يكون بجانبي أو حتى يسأل عني .
والأدهى من ذلك أن نتيجة المباراة أغضبته فلم يسأل عني بعد أن انتهت المباراة وظل حزينا من أجل فريقه ولم يظهر إلا في اليوم التالي، وعندما عاتبتُه على تخليه عني في هذه اللحظة الصعبة، ردّ بكل برود : ما كنتش عارف إن الموضوع مستعجل كده .. !
وأضافت الزوجة أن هذه الواقعة لم تكن الأولى، فقد اعتاد زوجها إهمالها والتعامل معها بلا مبالاة، لكنها كانت تتحمل من أجل أطفالها، إلا أن هذا الموقف كان القشة التي قصمت ظهر البعير، وأدركت أنها لا يمكنها الاستمرار في حياة يغيب عنها الحد الأدنى من الرحمة والمساندة.
لذلك، لجأت إلى محكمة الأسرة تطلب الطلاق للضرر، مؤكدة أنها لم تعد قادرة على العيش مع زوج لا يرى في وجودها سوى عبء يمكن تأجيله، حتى في أكثر لحظاتها ضعفًا وحاجةً إليه.
