دنيا إذا ضحكت تحل شعرها وبنزل على الأكتاف
كتب عبده الشربيني
الدنيا تتغير ولم تكون معك طول العمر غير في شيء واحد فقط وهو المطلوب رضا الله وحده أما باقي الأشياء هيا متاع الحياة الدنيا تذيد وتنقص
وتغيير الأحوال بين الناس سنة كونية وإلهية أساسية، تعني أن حال الأفراد والمجتمعات يتغير صعوداً وهبوطاً، وأن هذا التغيير مرتبط بتغير الإنسان نفسه من الداخل، استناداً للآية الكريمة: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، فيتطلب تحسين الأحوال البدء بتغيير السلوك والأخلاق والاتصال بالله، مع الأخذ بالوسائل العملية والنفسية للتعامل مع تقلبات الحياة والمجتمعات.
الأسباب والعوامل وراء تغيير الأحوال:
التغيير الذاتي (الداخلي):
الطاعة والمعصية: التحول من حال إلى حال (حسن إلى سيء أو العكس) يبدأ بتغيير ما في النفس من إيمان أو كفر، طاعة أو معصية.
الأخلاق والسلوك: تغير الناس وسلوكياتهم يؤثر على معاملتهم للآخرين، فالتكبر والظلم يغير الحال للأسوأ.
السنن الإلهية:
سنة التغيير: هي سنة ثابتة أن الله لا يغير ما بقوم إلا بعد أن يغيروا ما بأنفسهم، وهو ما يفسر تغير أحوال الأمم.
تقلبات الحياة: الإنسان يمر بأطوار مختلفة في حياته، وتغير الأيام والليالي يؤثر على أحواله، حسبما تقتضيه الفطرة والزمان والمكان.
العوامل الخارجية والنفسية:
الظروف المحيطة: أزمات مالية، مشاكل أسرية، أو أسباب صحية قد تغير مزاج الناس وطريقة تعاملهم.
الهرمونات: اضطرابات الهرمونات، خاصة في مرحلة البلوغ، تؤثر على المزاج وتقلباته.
كيفية التعامل مع تغير الأحوال:
ابدأ بنفسك: لتغيير حالك، ابدأ بتغيير ما بنفسك نحو الأفضل، فالأمة تتغير بتغير أفرادها.
كن ثابتاً على المبادئ: حافظ على أخلاقك الفاضلة حتى لو تغير الناس، فالصبر على أذى الناس خير.
المداراة والرفق: عامل كل شخص بما يقتضيه حاله دون مواجهة مباشرة بما يكرهون.
الصبر واليقين: العاقبة للصابرين، والناس يتغيرون، لكن لا يجب أن يؤثر ذلك على ثباتك على الحق.
التواصل مع الله: الاتصال بالله جل شأنه يغير حال الإنسان إلى الأفضل.
التفكر في الدنيا والآخرة: الشيب والموت إنذار للتغيير نحو الأفضل واستعداد للآخرة.
باختصار: تغير الأحوال هو جزء طبيعي من الحياة، ويتطلب منا مسؤولية ذاتية للتغيير للأحسن، مع فهمنا لسنة الله في خلقه، واستخدام الوسائل الشرعية والعملية للتعامل مع تقلبات البشر والظروف. علينا أن نعمل من أجل إرضاء الله في كل تصرفاتنا حتى نانول الدارين الدنيا والآخرة

