متحدى الاعاقة وسوشيال ميديا
وماذا بعد….
كتبت ايمان الامير .
أصبحت السوشيال ميديا اليوم أكثر من مجرد منصّات للتواصل، فهي أدوات فعّالة يمكن لذوي الهمم استخدامها للتعلّم، والعمل، والدفاع عن الحقوق، وبناء مستقبل مهني مستقل. ومع التطور التكنولوجي، لم تعد الإعاقة عائقًا أمام المشاركة الرقمية، بل تحديًا يمكن تجاوزه بالمعرفة والأدوات المناسبة.
أولًا: السوشيال ميديا كمساحة للتعلّم والتطوير
توفّر المنصّات الرقمية محتوى تعليميًا مجانيًا في مجالات متعددة مثل التصميم، البرمجة، التسويق الإلكتروني، وصناعة المحتوى. ويمكن لذوي الهمم اختيار ما يناسب قدراتهم، والاستفادة من أدوات مثل الشرح الصوتي، والترجمة، وتكبير النصوص، مما يجعل التعلّم أكثر سهولة ومرونة.
ثانيًا: فرص عمل من البيت عبر الإنترنت
ساعدت السوشيال ميديا والعمل الرقمي على فتح أبواب جديدة أمام ذوي الهمم، مثل العمل الحر، وإدارة الصفحات، وكتابة المحتوى، والتجارة الإلكترونية. هذه الفرص تعتمد على المهارة والإبداع، وليس على القدرة الجسدية، وهو ما يعزّز الاستقلال المادي والثقة بالنفس.
ثالثًا: نشر الوعي وتغيير الصورة النمطية
يستخدم كثير من ذوي الهمم حساباتهم الشخصية لنشر تجارب واقعية، وتوضيح التحديات اليومية والحلول الممكنة، مما يساهم في رفع الوعي المجتمعي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإعاقة، وتعزيز ثقافة الدمج والاحترام.
رابعًا: أدوات رقمية تسهّل المشاركة
وفّرت التكنولوجيا حلولًا عملية مثل برامج تحويل الصوت إلى نص، وقارئات الشاشة، والترجمة الفورية، وهي أدوات ساعدت ذوي الإعاقات السمعية والبصرية على التفاعل الكامل مع المحتوى الرقمي دون اعتماد على الآخرين.
خامسًا: بناء مجتمعات دعم رقمية
أتاحت السوشيال ميديا تكوين مجموعات وصفحات تجمع ذوي الهمم وأسرهم والمتخصصين، لتبادل الخبرات، ومشاركة الفرص، وتقديم الدعم النفسي والمعرفي، مما يقلل من الشعور بالعزلة ويعزّز المشاركة المجتمعية.
في النهاية، تكمن قوة السوشيال ميديا في كيفية استخدامها. وعندما تُستثمر هذه المنصّات بوعي، تصبح وسيلة حقيقية لتمكين ذوي الهمم، وإبراز قدراتهم، وخلق فرص عادلة تضمن مشاركة فعّالة في المجتمع الرقمي الحديث.

