على هامش استضافة المؤتمر العلمي الأول للغرف النظيفة..أبوالمجد يفتتح غرفة نظيفة متكاملة بمقر الهيئة
مستشار محمود السنكري
افتتح الدكتور إسلام أبوالمجد، رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، اليوم الإثنين، غرفة نظيفة متكاملة داخل مقر الهيئة، وذلك وفقًا لمعايير المواصفات الدولية ISO 14644-1، لتكون موردًا تكنولوجيًا متقدمًا يخدم الأغراض البحثية والتطبيقية، ومنصة بحثية وخدمية يمكن استخدامها في تصنيع واختبار الأجهزة الدقيقة، ومكونات الأقمار الصناعية الصغيرة، والأجهزة الطبية، وغيرها من التطبيقات التي تتطلب بيئة عالية النقاء ومنخفضة الجسيمات، طبقًا للتصنيفات العالمية للغرف النظيفة.
جاء ذلك على هامش استضافة الهيئة لفعاليات المؤتمر العلمي الأول للغرف النظيفة، والذي أُقيم برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تحت عنوان: «تكنولوجيا الغرف النظيفة ومواجهة تحديات الثورة الصناعية الخامسة»، وبحضور الدكتور ماجد إسماعيل رئيس وكالة الفضاء المصرية، ونخبة من رؤساء الجامعات والقيادات الجامعية وقيادات المراكز البحثية، إلى جانب عدد من الباحثين والمهندسين والخبراء، ومسؤولي الشركات الصناعية والطبية، وقيادات وباحثي الهيئة.
وفي كلمته، أكد الدكتور إسلام أبوالمجد أن الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء تُعد إحدى المراكز البحثية الرائدة التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتؤدي دورًا محوريًا في مجالات البحث العلمي التطبيقي والتكنولوجيا المتقدمة، لا سيما في مجالات رصد ومتابعة الموارد الطبيعية، والتغيرات البيئية، والتطبيقات الصناعية المعتمدة على تقنيات الاستشعار من البعد وعلوم وتكنولوجيا الفضاء.
وأوضح رئيس الهيئة أن الغرفة النظيفة المتكاملة تمثل إضافة نوعية للبنية التحتية البحثية الوطنية، حيث ستسهم في دعم البحث العلمي التطبيقي، وخدمة الأغراض الصناعية، وتوفير بيئة مناسبة لتطوير النماذج الأولية والتجارب المتقدمة في العديد من القطاعات الحيوية.
وأشار الدكتور إسلام أبوالمجد إلى أن الهيئة منفتحة على التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية والشركات الصناعية والطبية، للاستفادة من إمكانيات الغرفة النظيفة، سواء من خلال الاستخدام المشترك أو تنفيذ أبحاث وتطبيقات متخصصة تخدم أهداف البحث العلمي والصناعة الوطنية.
كما رحب بتبادل الخبرات مع المؤسسات التي تمتلك أو تدير غرفًا نظيفة، بما يسهم في تطوير القدرات الوطنية والصناعية في هذا المجال الحيوي، مؤكدًا أن التكامل بين الجامعات والمراكز البحثية من جهة، والصناعة والجهات الحكومية من جهة أخرى، يُعد السبيل الأمثل لتحويل المعرفة العلمية إلى تطبيقات عملية ونماذج أولية وخطوط إنتاج، ودعم الاقتصاد القائم على الابتكار، وبناء كوادر بشرية مؤهلة قادرة على قيادة المستقبل.
وشدد رئيس الهيئة على أن الغرف النظيفة لم تعد مجرد متطلب فني أو هندسي محدود، بل أصبحت بنية تحتية استراتيجية تدعم العديد من القطاعات الحيوية، في مقدمتها صناعة الفضاء والأقمار الصناعية، وصناعات الإلكترونيات الدقيقة وأشباه الموصلات، والصناعات الدوائية والطبية، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة المتقدمة، والبحث العلمي التطبيقي، بما يعزز الجودة والابتكار والتنافسية العالمية.
وأكد الدكتور إسلام أبوالمجد أهمية تنفيذ توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بشأن توطين الصناعة الوطنية، وبناء القدرات البشرية، وتعزيز البنية التحتية الصناعية، ودعم التكامل بين البحث العلمي والصناعة، بما يسهم في تعزيز علامة «صنع في مصر»، وتحقيق رؤية مصر 2030 بأن تكون من بين أفضل 30 دولة عالميًا في التصنيع المحلي والمنتج الوطني.
واختتم رئيس الهيئة كلمته بالتأكيد على أن المؤتمر يمثل منصة علمية وحوارية تجمع الباحثين وصناع القرار والمهندسين والخبراء، لمناقشة التحديات التقنية المرتبطة بالثورة الصناعية الخامسة ومتطلبات توطين الصناعة المحلية، وتبادل الخبرات في تصميم وتشغيل وإدارة الغرف النظيفة،
واستعراض فرص التعاون البحثي والتصنيعي، وتعظيم الاستفادة من البنية التحتية المتاحة بالدولة لخدمة مختلف قطاعات التصنيع، ودعم توطين التكنولوجيا وبناء القدرات الوطنية، بما يتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة.
وشاهد الحضور خلال الجلسة الافتتاحية فيلمًا تسجيليًا عن الهيئة، والخدمات المتعددة التي تقدمها في مختلف المجالات، إلى جانب عرض تعريفي بأهمية الغرف النظيفة ودورها في دعم الصناعات الدقيقة.
وعقب الافتتاح، عُقدت عدة جلسات علمية متخصصة، حيث جاءت الجلسة الأولى بعنوان: «الغرف النظيفة: مفتاح تعميق الصناعة المصرية ومضاعفة القيمة المضافة والصادرات»، وقدمها المهندس محمد عبد الكريم حسن، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية السابق.
وتناولت الجلسة الثانية، بعنوان: «الغرف النظيفة في مختلف الصناعات: من دمج المركبات الفضائية إلى تصنيع أشباه الموصلات»، عرضًا قدمه الدكتور محمد خليل عراقي، مدير برنامج الفضاء بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا.
فيما جاءت الجلسة الثالثة بعنوان: «الغرف النظيفة في تصنيع الإلكترونيات»، وقدمها المهندس محمد شلبي، رئيس مجلس إدارة شركة «يوني تيك».
وتناولت الجلسة الرابعة «متطلبات صناعة الفضاء الحرجة»، وقدمها المهندس محمد كساب من وكالة الفضاء المصرية.
واختتمت جلسات المؤتمر بجلسة بعنوان: «تكنولوجيا الغرف النظيفة ومواجهة تحديات الثورة الصناعية الخامسة»، قدمها الدكتور عصام منصور، رئيس مجلس إدارة شركة «فيمتو تريد».
واختُتم المؤتمر بإصدار عدد من التوصيات المهمة، أبرزها ضرورة تعزيز التكامل بين التعليم العالي والبحث العلمي والصناعة، من خلال إنشاء برامج دراسات عليا مشتركة بين الجامعات والصناعة في مجالات تقنيات الغرف النظيفة والمواد فائقة النقاء، واستخدامات الغرف النظيفة في الصناعات الدوائية والإلكترونية الدقيقة والروبوتات والأنظمة الذكية.
كما أوصى المؤتمر بإنشاء منصات بحثية مشتركة لربط مشروعات الماجستير والدكتوراه باحتياجات المصانع، وتطوير البنية التحتية الوطنية للغرف النظيفة، وإنشاء شبكة وطنية من الغرف النظيفة تخدم الجامعات والمراكز البحثية والشركات الناشئة، إلى جانب تحديث المواصفات والمعايير الوطنية.
وشملت التوصيات أيضًا ضرورة بناء منظومة اعتماد وتدريب وطنية، وإطلاق شهادات اعتماد وطنية للعاملين في مجال الغرف النظيفة، وإعداد أدلة إرشادية موحدة لسياسات التشغيل والصيانة ونظم الجودة، وتحفيز الاستثمار الصناعي، والتوعية بالقدرات الوطنية، ودعم التكامل بين الجهات الحكومية، وتطوير قاعدة بيانات وطنية لاحتياجات الصناعات الدقيقة وربطها بمخرجات البحث العلمي.