فنزويلا .. نقطة إنطلاق أمريكا .. للسيطرة على دول أمريكا الجنوبية .. وابتزاز الخليج ..
بقلم بسمة مصطفى الجوخى
لم يهدأ ترامب عن فنزويلا فهو يريد أن يضرب عصفورين بحجرا واحدا ويحقق أهداف كثيرة
أولا ؛ الاستيلاء على النفط الفنزويلي بعد الإطاحة بالزعيم الفنزويلى نيكولاس مادورو
وثانيا؛ السيطرة على دول أمريكا اللاتينية
وثالثا الضغط على خصومه دولة روسيا والصين
وابتزاز دول الخليج
فنزويلا تقرب مساحتها إلى ٩١٦٠٠٠
وعدد سكانها حوالى ٣٠ مليون نسمة
وتقع على مسافة قريبة نسبيا من الولايات المتحدة الأمريكية،
تقريبا على بعد ٢٠٠٠ متر من سواحل فلوريدا،
ويربط ساحلها الكاريبي طرق التجارة البحرية بين القارات،
ويوفر قربا من قناة بنما، مما يمنحها نفوذا اقتصاديا، وسياسيا على حركة التجارة الدولية،
كما أن فنزويلا ،
تمثل تقاطعا بين الثروات الطبيعية الهائلة ،
والموقع الجغرافي الحاسم والصراع الجيوسياسي،
مما يجعلها محور اهتمام استراتيجى مهم للولايات المتحدة الأمريكية،
كما تحد فنزويلا دولة غيانا وكولومبيا ،والبحر الكاريبي والمحيط الأطلسي
والبرازيل ،
كما تقع فنزويلا جنوب مثلث برمودا، ويقع المثلت فى المنطقة التى تسبق الوصول إلى فنزويلا،
و تطل على المحيط الأطلسي والكاريبي.
كل ذلك يجعل فنزويلا مطمع قوى لأمريكا
وكل هذه الدول التى تحد فنزويلا تمتلك ثروات هائلة
غيانا هذه الدولة التى تعتبر صغيرة ،
ولكنها الاقتصاد الأسرع نموا والتى تعد،
مزيج من موارد هيدروكربونية هائلة،
وموارد معدنية وزراعية، مدعومة بتنوع بيولوجي فريد،
أما النفط بشكل خاص يجعلها فى نمو اقتصادى سريع،
كما أن دولة البرازيل تمتلك ثروات كبيرة
واحتياطيات النفط بها تحتل تقريبا المركز الخامس عشر
عالميا،
ولديها قوة زراعية ،وصناعية كبرى،
وأقوى اقتصاد في إقليم أمريكا اللاتينية،
والكاريبي ومنتج رئيسي للبن،
والكثير من السلع الغذائية ولحم البقر والدواجن،
فكل الدول التى تحد فنزويلا مليئة بالثروات،
وكأن ترامب يقول لنفسه لماذا أصب تركيزى على سرقة دول الشرق الأوسط وأمامى ،أيضا دول أمريكا الجنوبية ؟!
فقام الترامب بحظر فنزويلا جويا ،
محاولة لإيقاف أى دعم من أى دولة، وتحديدا روسيا والصين ،
وفى نفس الوقت يأمل بهذا الحظر،
أن يحدث انقلاب من جنرالات الجيش الفنزويلى على الرئيس الفنزويلى “نيكولاس مادورو ”
ومن جهه أخرى قد وعد ترامب قبل الانتخابات الرئاسية السابقة ،
بالقضاء على المخدرات ،
نأتى إلى هذه النقطة المهمة
ترامب يأخذ حجة المخدرات ليستولى على فنزويلا ،
فنزويلا ليست بلد منتجة للمخدرات، وهذا بتقرير من الأمم المتحدة ،
فدولة كولومبيا وبيرو وبوليفيا،
ينتجون أكثر من ٨٠ بالمائة من الكوكايين عالميا ،
أما فنزويلا مجرد ممر عبور حوالى ١٠ بالمائة فقط، من شحنات الهيروين،
أما الفانتينل الذى يسبب معظم الوفيات فى الولايات المتحدة الأمريكية،
يكون بسبب تصنيعه من قبل العصابات المكسيكية باستخدام مواد كيميائية قادمة من الصين،
وهذا التقرير بما فيه جاء من الأمم المتحدة ،
ويؤكد أن فنزويلا ليس لها علاقة بتجارة المخدرات الذى يدعيها ترامب،
ولا توجد أى دلائل على إنها مصدر لهذه المادة ،
أو حتى طرف فى تصنيعها،
وما يفعله ترامب ما هو إلا بجاحة واستفزاز ،
يصرح بأن كل ما يفعله من بلطجة،
تجاه فنزويلا
لمحاربة تجار المخدرات،
وفى نفس الوقت يأتى تقرير من الأمم المتحدة ،
بأن فنزويلا ليس لها علاقة بأى شئ ،
ترامب يتعمد الكذب علنا وبكل استفزاز وبجاحة،
أما أزمة الهجرة الشرعية التى يعلق عليها ،
ترامب حجته تجاه فنزويلا أيضا ،
فهذه جاءت منذ أن فرضت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات ،
والحصار الإجرامى الإقتصادى على فنزويلا،
والذى نتج عنه تضخم الأسعار ،
وكل الأزمات التى تمر بيها فنزويلا،
فكيف يكون صحيحا إدعاء ترامب،
بأن سقوط النظام فى فنزويلا سينهى الأزمات؟!
إذا كانت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ،
السبب الرئيسي لما يحدث فى فنزويلا ،
وبالعكس ما يريد فعله ترامب فى فنزويلا ما هو ،
إلا محاولة لنشر الفوضى وانهيار البلاد من الداخل،
ومن ثم الاستيلاء عليها .
والحل هو الجلوس على طاولة المناقشات،
ورفع الحصار الاقتصادي والعقوبات ،
حتى تنتهى أزمات فنزويلا شيئا فشيئا ،
ترامب يريد الضغط على فنزويلا،
بالانتشار العسكرى ،والأكثر بغلق المجال الجوى مثل ما ذكرنا ،
حتى يحدث الإنقلاب الذى يريد به إقامة نظام موالى فى فنزويلا ،
حتى تسنح له الفرصة بالاستيلاء على فنزويلا وثرواتها،
ومن ثم دول الجوار لفنزويلا
ويصبح المهيمن على منطقة أمريكا اللاتينية بأكملها ،
وأيضا ليعمل على تقليص دور الشركات الروسية والصينية،
لتوسيع المجال أمام الشركات الأمريكية ،
كما أن ترامب يريد قبل الانتخابات القادمة تقديم قربان
وهى فنزويلا وثرواتها بزعم إنه يقضى على تجارة المخدرات ،والهجرة الغير شرعية،
والداعم الأكبر لترامب فى ذلك ولاية فلوريدا ،وتكساس وجورجيا، واريزونا، لرفضهم للهجرة الفنزويلية ،
وتحديدا ولاية فلوريدا لموقفها العدائى الايدولوجى من النظام الإشتراكى ،
وكرهها للزعيم الفنزويلي “نيكولاس مادورو”
كما أن وزير الخارجية الأمريكي، ومستشار الامن القومى،
“ماركو ربيو”
قد هرب سابقا من نظام كاسترو ،وهو فى الأصل من عائلة كوبية،
ولنرى ما يحاول فعله تجاه فنزويلا،
فهو يكن عداء كبير ،وكره شديد للرئيس “نيكولاس مادورو” ويعتبره دكتاتورى وللأنظمة الإشتراكية ،
ترامب لديه أحلام يريد تحقيقها عن طريق فنزويلا ،
بعد محاولاته المستميتة فى قلب نظام الحكم ،والإطاحة بالرئيس “مادورو”
يستولى حينها على النفط وفى هذا الوقت يعمل على رفع الحصار الاقتصادي والعقوبات،
ليزيد إنتاج فنزويلا للنفط مثلما كان قبل الحصار ،
وهذه الزيادة ستفيد قطعا أمريكا ،
وينتج عنها خفض معدلات التضخم ،وأسعار الفائدة وتخفيف عبء الدين الأمريكى ،
ثانيا ؛ سيطرة ترامب على أكبر احتياطى نفط فى العالم،
وستكون هذه أيضا ورقة ضغط على الصين وروسيا وإيران ،
وابتزاز قوى لدول الخليج العربى،
ولكن أحلام ترامب طويلة الأمد،
ولا يستطيع تحقيها وتحديدا فى وقت قصير لأسباب
أولا ؛ لدعم روسيا والصين لفنزويلا .
_ ولضعف البنية التحتية فى فنزويلا ،تحت ضغط العقوبات، وهذه المشكلة تحتاج لوقت طويل واستثمارات كبيرة .
_ وجود القوة الوطنية فى فنزويلا ،
وتماسك شعبها والتفافه حول الرئيس “مادورو ”
_ قوة الجيش الفنزويلى وتسليحه جيدا.
لذلك لا يريد ترامب الآن دخول حرب مع فنزويلا،
هو فقط يضغط على الزعيم “مادورو”
وجنرالات الجيش الفنزويلى والشعب الفنزويلى ،
محاولة منه بالبلطجة الأمريكية،
فى قلب نظام الحكم والتخلص من الزعيم “مادورو “ونشر الفوضى،
ومن ثم تعيين إدارة موالية للنظام الامريكى ،
يحقق بها أحلامه قصيرة الأمد .
ولحل ما يحدث الآن،
لابد من اعتماد لغة الحوار والتفاهم ،
والوصول لحل جذرى يقمع هذه البلطجة الأمريكية ،
التى تشعل الصراعات والحروب فى المنطقة،
وأن يكون هناك التزام بالقوانين الدولية ،
ومعرفة أن حجة محاربة تجار المخدرات،
التى تدعيها حكومة واشنطن لن تأتى بجدوى ،
ما يأتى بجدوى هى لغة الحوار ،
وترك أمريكا لفنزويلا وشأنها وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية،
وسحب كل القوات المنتشرة على البحر الكاريبي، وإزالة العقوبات والحصار الإقتصادى على فنزويلا،
وإذا أرادت أمريكا محاربة تجار المخدرات،
تتعاون مع دول البحر الكاريبي
ولابد من عقد مؤتمر دولى يتم فيه النقاش، واعتماد لغة الحوار والتفاوض،
بدلا من إشعال المنطقة والدخول فى صراعات،
وحروب طويلة الأمد لا تنتهى ،
تحيا فنزويلا حرة 🇻🇪

