سمية الشيخ رسالة فنية تحمل المحبة وتعكس روح الوطن في كل أغنية
بقلم رامي السيد
في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتتغير فيه الذائقة الفنية بسرعة تبقى بعض الأصوات قادرة على التمسك بجوهر الفن الحقيقي ومن بين هذه الأصوات النادرة يبرز اسم المطربة سمية الشيخ التي استطاعت أن تجعل من أغنياتها رسالة حب ومن صوتها جسرا يصل بين الإنسان ووطنه وبين الفن
وقيمه السامية
لم تكن مسيرة سمية الشيخ مجرد رحلة بحث عن الشهرة بل كانت وما زالت رحلة وعي ومسؤولية فنية فهي تؤمن بأن الفنان ليس مجرد مؤدٍ يقف أمام الجمهور بل هو صاحب دور ورسالة قادر على بث الأمل وإحياء المشاعر الجميلة وتعزيز روح الانتماء ولذلك نجد أن كل أغنية تقدمها تحمل بين كلماتها ونغماتها مضمونا إنسانيا ونبضا وطنيا يلامس الروح
تميزت سمية الشيخ بقدرتها على الجمع بين القوة والرقة في الأداء وبين المشاعر الدافئة والحضور الواثق على المسرح صوتها الذي يحمل مزيجا من العذوبة والصلابة مكنها من التعبير عن المحبة في أبهى صورها سواء كانت محبة للناس أو للوطن أو للحياة ذاتها وهذا ما جعلها قريبة من الجمهور حاضرة في وجدانه ومحبوبة لدى كل من استمع إليها
أما في الأغاني الوطنية فقد أثبتت سمية الشيخ أنها تمتلك روحا مصرية أصيلة تتجلى في كل جملة موسيقية تؤديها فهي لا تغني للوطن كموضوع، بل كعشق وانتماء وواجب. تعكس في أغانيها صورة المصري المكافح وروح الأمة التي لا تنحني وملامح مجتمع يؤمن بأن الوطن قيمة لا مساومة عليها
ومن خلال مشاركاتها في الفعاليات الخيرية والمبادرات الوطنية تؤكد سمية يوما بعد يوم أن الفن ليس منفصلا عن الواقع بل هو جزء من بنائه وتقدمه حضورها في هذه المناسبات رسالة واضحة بأن الفنان الحقيقي لا يكتفي بالصوت بل يضع بصمته في المجتمع
لقد نجحت سمية الشيخ في أن تكون صاحبة رسالة قبل أن تكون صاحبة صوت وجعلت من فنها مساحة للمحبة ومن أغانيها مرآة تعكس روح الوطن ومن مسيرتها مثالا يحتذى به في الالتزام والإبداع
وفي مشوارها الذي ما زال يضيء خطوات المستقبل تؤكد سمية الشيخ أن الفن الراقي لا يغيب وأن الأصوات الصادقة قادرة دائما على أن تبقى في قلوب الناس لأنها ببساطة تغني بالمحبة وتغني للوطن

