خواطر
أسير الماضي..بقلم: مستشار محمود السنكري

أسير الماضي
لا تسكن الأمس إن الأمس مضى وانطوى،
ما عاد يرجع ما انقضى، ولا يحيي الهوى
كم غارق في بحر ذكرى قد سرت نارها،
فأحرقت القلب حتى صار رمادًا وشجى
تذكر العمر الذي ولى، وتبكي طيفه،
كأن في البكاء وعدًا أن يعود المبتدى
يا أسير الحزن، دع عنك القيود التي،
صاغت من الأطلال سجنًا لا يُرى له مدى
الماضي خيال عابر، إن أكرمته،
نام في صدرك، وإن أسرفت عاد أذى
امضِ للحاضر، إن النور في خطواته،
ومن التفت وراءه ضاع في العتمات سدى
الأمس مات، فهل تحيي الرفات بدمعك؟
وهل تورق الأغصان في تربة قد جفا؟
كن كما النهر، لا يحبسه منبع قديم،
بل يمضي، فيصنع من المدى أفقًا نما
يا من يعيش على رماد، استفق، إن الذي
يؤمن بالماضي قد خان ما سيأتي غدًا

