اليوم العالمي للمحاسب مهنة تتجدد وتواكب المستقبل

اليوم العالمي للمحاسب مهنة تتجدد وتواكب المستقبل
بقلم عبد الباسط الشكري
ماجستير محاسبه الأكاديمية الليبية للدراسات العليا
مدينه درنه الزاهرة ليبيا
يمثل اليوم العالمي للمحاسب فرصة مهمة لإعادة النظر في شكل هذه المهنة كما نعيشها الآن داخل المؤسسات لا كما كانت تقدم في الكتب أو تدرس في الفصول قبل سنوات
فلم يعد المحاسب ذلك الموظف الذي يجلس خلف مكتب مثقل بالأوراق والأرقام يدقق ويسجل فقط
بل أصبح اليوم جزءا أصيلا من منظومة صنع القرار ومشاركا في تحديد مسار المؤسسات المالية والاقتصادية.
لقد جاء هذا التحول نتيجة التطور التكنولوجي المتسارع والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة فالعديد من المهام الروتينية التي كانت تستهلك وقت المحاسب وجهده أصبحت تنجزها أنظمة ذكية قادرة على تحليل البيانات ومراجعة العمليات وإتمام الإجراءات في لحظتها
هذا التغير ساهم في توجيه دور المحاسب نحو فهم البيانات بعمق وتحليلها والتفسير الاستراتيجي لها وتقديم رؤى واضحة تدعم الإدارة في اتخاذ قرارات أكثر دقة
ولا يعني هذا التحول إلغاء دور المحاسب بل تعزيز مكانته ورفع سقف طموحاته المهنية
إلا أنه يحمل مسؤوليات جديدة تتطلب توسيع أدواته المعرفية والاندماج مع تقنيات التحليل والأتمتة وفهم المنصات الرقمية الحديثة
فالسوق اليوم لا ينتظر أحدا ومن يتردد أو يتأخر عن مواكبة التطور يخسر مكانه ومساحته
إن بناء محاسب مؤثر وفعّال يبدأ من الاستثمار الحقيقي في التدريب والتأهيل وتزويده بأدوات العمل الذكية التي تمنحه القدرة على إدارة الوقت والمعرفة لا مضاعفة الجهد فقط.
فالمستقبل سيكون لمن يجمع بين الفهم المالي العميق والقدرة التقنية المتقدمة وهذا هو التحول الذي يجب أن نكون جميعا جزءا منه لا متفرجين عليه



