The Hundred Dresses قراءة نقدية فى “الفساتين المائة”

The Hundred Dresses
قراءة نقدية فى “الفساتين المائة”
بقلم الأديب المصرى
د. طارق رضوان جمعة
بالصدفة قرأت قصة إنجليزية قصيرة اسمها The Hundred Dresses بقلم Eleanor Estes تحكى عن طفلة اسمها Wendy فى المرحلة الإبتدائية ولم يكن لديها سوى فستان ازرق باهت تذهب به للمدرسة دائما. وكانت هذه الفتاة تخبر زميلاتها فى المدرسة أن لديها مائة فستان فى دولابها. وأجد فى هذا الإدعاء أنها ليست كاذبة لكنها تتجمل. فمتى يحتاج الإنسان إلى التجمل؟ ومن منا يرفض الواقع ويسعى للتجمل بين الأصدقاء؟ فهل يصح أن ندعوهم أصدقاء؟ اعتقد لاء فصديقى هو مرأة لى يرشدنى وينصحنى ويحتملنى فى كل حالاتى النفسية والإجتماعية. المرء يسعى للتجمل بين الناس حين يشعر بالقهر والإستخفاف ونظرة النقص منهم له. ولماذا يخجل المجتمع من ابنائه الفقراء ويحترم الأغنياء؟ ألسنا كلنا ابناء وطن واحد!
وبالطبع كان هذا الإدعاء بامتلاك مائة فستان يثير غريزة التنمر لدى زميلاتها وبخاصة إثنان منهم وهما Peggy and Maddie . كانت بيجى هى المتنمرة الأساسية، بينما ” مادى” تلتزم المشاهدة فى صمت. لكنى أرى أن الطفلة “مادى” لا تقل سؤا عن ” بيجى”, لأنها كانت ترى هذا التنمر ولم تحاول أن تدافع عن ” ويندى” خشية أن تفقد صداقة ” بيجى” . وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا يحتفظ المرء منا بصداقة الغير صالحين ( الأشرار)؟! هل لانه هو نفسه به بذرة فساد أم لأنه ضعيف الإرادة ولا يقوى على رد الظلم وقول الحق؟ أن أن هناك مصالح مشتركة؟ أعتقد أن الإجابات ستختلف لكن الأكيد أن المتنمرة وشريكتها لم يروا نتائج هذا على الضحية وكم الدمار النفسى الذى يصيبها.
لماذا ينجح الأشرار دوما فى الترابط والإتحاد، بينما تظهر قوى الخير وحيدة وتتسم بالضعف والقزامة؟
بالطبع لم تستطع الطفلة ” ويندى” مقاومة ما تعرضت له من ضغط نفسى وتنمر، فطلبت من والديها أن تنتقل لمدينة كبيرة ومدرسة أخرى. إذا فهى ليست فقيرة معدمه.
هنا أستوقفنى نقاط كثيرة لماذا لم تخبر ” ويندى” والديها عن المشكلة من بدايتها؟ ولم تخبر المدرسة؟ وكيف استجاب الأهل لطلب النقل من مدرسة لأخرى دون النظر إلى أن هذا يعد هروبا من مشاكل الحياة وستعتاد الطفلة عليه حين تواجهها مشاكل الحياة وما أكثرها؟
قبل أن تنتقل الطفلة من مدرستها لمدرسة أخرى كانت قد اشتركت فى مسابقة التربية الفنية وقامت برسم مائة فستان بمختلف الموديلات والألوان. مما يؤكد أنها طفلة ذو خيال خصب وغنى فى مجتمع لا يعترف إلا بالماديات البالية وفازت بالمسابقة ولكنها لم تكن موجودة لاستلام الجائزة. كانت قد رحلت بحثا عن كيانها فى عالم أخر يقدر المواهب ويتبنى الخيال الطفولى الجميل.
وعلم الطلاب جميعا وعلى رأسهم ” بيجى ومادى” بفوز ” ويندى” ، كما علموا بنقلها لمدرسة أخرى. وهنا صحوة ضمير منهما تجاه ” ويندى” فيقرران أن يرسلان لها رسالة اعتذار. وكم من رسائل اعتذار لم تجبر القلوب المكسورة. وتقبل الطفلة رسالة الاعتذار وتوصيهم أن يهتموا بما رسمت. يا الله كم من قلوب اتهكتها الحياة! بل لك أن تكون أكثر دقة فتقول كم من قلوب دمرتها بعض نفوس البشر المريضة بداء الفضول والغل والحسد!
عزيزتى ” ويندى” لستى وحدك من ذاق طعم الخذلان ممن أحببناهم. فكم من زوجة هجرها زوجها وكم من زوجة خانت اسرتها، وكم من خائن غدر بأسرار بلاده، وكم من أبن عاق لوالديه, وكم من موظف كفء مهدور حقه ومهان كرامته، وكم من وطن محتلة أراضبه، أعراض تنتهك، ودماء تسفك وأجيال تباع ومذاهب وعقائد تعددت. ونسينا أن الله واحد وأن الحب والرحمة والعدل هم أساس الوحدة والنجاح. نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا. لكن يحضرنى قول الحق عز وجل رغم كل هذا الظلام القاتم حولنا حين يقول ” إلا تنصروه فقد نصره الله”. سينتصر الله وينصر الصالحين من عباده
فلسطين ارض العزة والنضال ،وهى تعلم أن المثابرة هى سر القوة وطاقة الأمل والنور والسبيل الوحيد للوصول. فلسطين تلك الأرض العافيه والنفوس الأبية ستعودين كوكب الشرق . فلسطين هى تلك الجميلة ” ويندى” الفتاة التى رفضت الخضوع والتنمر وبحثت عن إثبات ذاتها من جديد بمثابرة وعزة . غاليتى ” ويندى” كونى بخير.
الوسوم :
“الفساتين المائة”/ فلسطين/ العزة/ ال
تنمر/



