عندما يفترق العشاق قبل الموت و تنكسر الوعود الأبدية

عندما يفترق العشاق قبل الموت و تنكسر الوعود الأبدية .
شبكة النايل الإخبارية/ محمد الجامعي
كانت الوعود تتردد في أذهاننا كأنغام خالدة: “لن نفترق إلا بالموت”. لكن القدر كان له رأي آخر، فتأخر الموت وافترقنا قبل أوانه المقدر. جاء الفراق كاللص في جنح الليل، يسرق عشقنا دون استئذان، تاركاً إيانا نواجه خوفاً جديداً – خوف الموت دون لقاء أخير.
افترقنا كما تتساقط أوراق الشجر في موسم الخريف، تتلاعب بها الرياح وتحملها إلى مصائر مجهولة. كيف تستفسرين عن أسباب الرحيل وأنت تعلمين أن الغزاة احتلوا حديقة قلبي وقطفوا كل أزهارها؟ لقد جهزت عذري قبل حقيبتي ، محاولاً إيجاد منطق للألم الذي لا يُفسر.
أما أنت، فتبقين كالشجرة الشامخة، دائمة الخضرة ومستمرة الإزدهار. حتى حين تهب العواصف وتقتلعك من جذورك وتلقي بك في عرض الطريق، تحتفظين بجمالك وكبريائك. هكذا كان عشقنا – قوياً حتى في لحظات الانكسار.
رحلت وفي صدري تتراكم أمطار الأحلام التي اجهضت في رحم الواقع القاسي. لم تكن لدي خارطة طريق واضحة للوجهة، ولم أدر إلى أين أتجه، من أين أبدأ وأين ستكون النهاية.
تحولت أكتافي إلى أكثر من مجرد عظام ولحم؛ أصبحت جسراً وعربة نقل أحمل عليها كل عذاباتي ومتاعبي. كما يحمل البحر سفنه، امتصصت الرياح واحتويت العواصف، ولم أدع الأمواج تبتلعني حتى وصلت إلى ضفة الأمان.
سرت حاملاً ثقل السنين على ظهري، لكن خطواتي ظلت ثابتة وواثقة. كأن الأرض تعرفني جيداً وتفسح لي الطريق طوعاً. وحين أنظر خلفي إلى الدرب الذي قطعته، أتخيل أن أقدامي لم تمس التراب يوماً، وكأنني كنت أحلق فوق الأرض.
سرقوا مني كل شيء إلا عشقي، وعندما عدت أعطيتهم الباقي من تلقاء نفسي، عدا عشقي لك. عدت محملاً بجراح لم تندمل بعد، فبدأت أبحث عن طريقة لشفائها دون الحاجة لإعادة فتحها، دون تسمية الألم أو استشعاره من جديد.
كانت لدي رغبة جامحة للحديث عما مضى، لأن قلبي مكتظ بكلمات لا أستطيع النطق بها. كلمات غريبة ومؤلمة أرفض ذكرها خوفاً من إحياء
عندما أحببتك، أحببتك بصدق خالص، فأصبحت روحي حارساً لروحك. فتحت حدود قلبي لتدخليه دون جواز سفر أو تأشيرة، ليكون لك وطناً تأوين إليه بلا خوف، عنواناً ثابتاً وملاذاً آمناً.
معك عرفت الامان و الطمأنينة و بدت لي ملامح العشق و لم اعد أخشى تقلبات الحياة، ولا أفكر في شبح الغياب. معك أدرك أن للأمان ملامح واضحة، وأن للطمأنينة اسماً محدداً. هذا الاسم هو أنت، هو العشق الصادق الذي لا يُشترى ولا يُباع، بل يُمنح من قلب يعرف معنى الوفاء الحقيقي.
*العشق الحقيقي لا يعرف المساومة، ولا يخضع لقوانين التجارة. إنه هبة من السماء تُمنح للقلوب التي تؤمن بالوفاء والإخلاص.*