مقالات

الحياة:كوميديا سوداء بإخراج سيئ

الحياة:كوميديا سوداء بإخراج سيئ

 

شبكة النايل الإخبارية/المغرب

المصطفى الهيبة.

 

الحياة يا صديقي ليست رواية رومانسية ولا حتى ملحمة بطولية، بل هي عرض مسرحي هزلي طويل الأمد.

المشكلة الوحيدة أن المخرج هاوٍ، والنص غير مكتمل، والجمهور لا يكفّ عن التصفيق في اللحظة الخاطئة.

الحياة لا تأتي لتربّت على كتفك، بل لتصفعك بيدٍ باردة ثم تهمس في أذنك: “هيا، كن إيجابياً”.

وهنا تبدأ المفارقة العظمى:

نحن مطالبون بالابتسام بعد أن تُكسر أسناننا.

يقولون لك: “فكّر بإيجابية”، بينما راتبك بالكاد يغطي ثمن قهوتك الرديئة. يطلبون منك أن ترى نصف الكأس الممتلئ، مع أنه غالباً كأس بلاستيكي رخيص، والنصف الممتلئ فيه طحالب أكثر من ماء.

ومع ذلك، نتمسك بفكرة الإيجابية. نضحك من قسوة الحياة كما يضحك السجين من الحارس، ليس لأننا أحرار، بل لأن الضحك هو الطريقة الوحيدة لئلا ننهار.

الإيجابية الحقيقية ليست في ترديد عبارات تنمية بشرية على شكل “مانترا”، بل في قدرتك على تحويل خيبتك إلى نكتة، وخسارتك إلى طرفة، وانكسارك إلى قصة مضحكة ترويها لأصدقائك وكأنك بطل هزلي في مسلسل لا ينتهي.

فليست الحياة سوى مزحة طويلة ثمنها باهظ، ومن لا يتعلم أن يضحك على سخافتها، ستضحك عليه هي… وبصوت أعلى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى