من وحي التخربيق.. عندما يصبح تشابه الأسماء تهمة جاهزة

من وحي التخربيق.. عندما يصبح تشابه الأسماء تهمة جاهزة
شبكة النايل الإخبارية المغرب: بقلم مصطفى الغليمي
في زمن السرعة الرقمية وتداول الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت المعلومة تنتقل من شاشة إلى أخرى قبل أن تتحقق العقول من صحتها. والنتيجة؟ ضحايا أبرياء يقحمون في قضايا لا علاقة لهم بها سوى أن أسماؤهم تشبه أسماء أشخاص آخرين.
ما وقع مؤخرا من إحالة إحدى السيدات على البحث بسبب إساءتها للأخلاق العامة، لتتداول صفحات وحسابات اسم سيدة أخرى بريئة لمجرد تشابه الأسماء، ليس حادثا معزولا. وقريبا منه، تم تعيين أحد العمال، فانتشر الخبر مرفقا بادعاء أنه نجل سياسي كبير، فقط لأن اسمه يقترب من اسم وزير سابق. هكذا وببساطة، يتحول تشابه الاسم إلى وصمة، ويتحول الوهم إلى “حقيقة” يتبناها البعض دون تحقق.
المغرب اليوم يزيد عدد سكانه عن خمسة وثلاثين مليون نسمة، ومن البديهي أن نجد آلاف الأشخاص الذين يتشابهون في أسمائهم وألقابهم، بل وربما في ملامحهم أحيانا، لكن هذا لا يعني أن بينهم أي صلة أو علاقة. هذه قاعدة بسيطة يدركها أي إنسان عاقل، لكنها تغيب للأسف وسط زحام الإشاعات والاتهامات الجاهزة.
المشكل أعمق من مجرد سوء فهم، فهو يعكس غياب ثقافة التحقق، وضعف الوعي بخطورة التشهير، والتسرع في إصدار الأحكام. إن الوطن في حاجة إلى عقول يقظة ومسؤولة، لا إلى ألسنة تتسابق في نشر الترهات. ما أحوجنا اليوم إلى وقفة مراجعة، نعيد فيها الاعتبار للبحث قبل الحكم، وللحقائق قبل الانطباعات، وللمعرفة قبل الظن.
فلنحذر جميعا من الانجرار وراء الأخبار غير المؤكدة، ولنكن حائط صد أمام العبث بالمصداقية والسمعة. فالوطن ينتظر منا الجدية في العمل، لا أن نخوض في الترهات.