منوعات

هشام بهلول ..نجم مغربي.. يروي حكاية الفن والإرادة

هشام بهلول نجم مغربي يروي حكاية الفن والإرادة
بقلم الإعلامي رامي السيد
في عالم الفن العربي حيث تتقاطع الموهبة مع الشغف وتتشكل الملامح الحقيقية للنجومية يبرز اسم الفنان المغربي هشام بهلول كأيقونة متفردة نسجت حضورها بحرفية وصبر وعبرت عن هوية وطن وثقافة شعب من خلال أعمال تركت بصمة لا تنسى في الذاكرة البصرية للمشاهد المغربي والعربي على حد سواء
هشام بهلول ليس مجرد فنان تقمص أدوارا بل هو مشروع فني متكامل بدأ من حلم وتحول إلى مسيرة غنية امتدت بين خشبة المسرح وعدسة السينما وشاشة التلفزيون فنان يحمل في أدائه روحا إنسانية عميقة ويجيد التعبير عن وجع الناس تاريخهم تراثهم وأحلامهم
إبداع لا يعرف حدودا
منذ انطلاقته أثبت هشام أنه نجم من طراز خاص حيث شارك في أعمال تنوعت بين الدراما الاجتماعية والتاريخية والواقعية ولامس بها قضايا المجتمع المغربي والعربي في السينما أبدع في أفلام مثل قلوب محترقة منى صابر السمفونية المغربية وميلوديا المورفين وغيرها من الأعمال التي عكست عمق اختياراته ودقة انتقائه لأدواره
أما على شاشة التلفزيون فقد عرفه الجمهور المغربي والعربي من خلال مسلسلات ناجحة مثل ذئاب في دائرة أولاد الناس البعد الآخر الأبرياء رضاة الوالدة وأخيرا عودته القوية في مسلسل إلا ضاق الحال الذي عرض في أكتوبر 2023 ومسلسل طريق الليسي الذي يتناول بحس درامي مؤثر حياة الشباب في تسعينيات القرن الماضي
كما لم يغب عن الساحة العربية، فشارك في أعمال كبيرة مثل هولاكو عمر وفتح الأندلس مثبتا أن فنه لا تحده الجغرافيا بل يعبر الحدود ويحاكي الإنسان في كل مكان
النجاة بمعجزة وتقدير ملكي نبيل
في لحظة قاسية، كادت مسيرة هذا الفنان أن تتوقف إلى الأبد بعد حادث سير مروع على الطريق السيارة بين المحمدية وبوزنيقة حيث دخل في غيبوبة وتوقف قلبه مرتين لكن القدر وتدخل العناية الإلهية ثم العناية الملكية كان لهما رأي آخر
الراحلة ثريا جبران وزيرة الثقافة آنذاك سارعت للتدخل وقامت بابلاغ الطبيب الخاص لجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي استجاب سريعا ووجه بتوفير الرعاية اللازمة مما ساعد في إنقاذ حياته إنها لحظة إنسانية تعكس العلاقة النبيلة بين القيادة والشعب وبين الفن والفخر الوطني
قصة شغف وصمود
ما يميز هشام بهلول حقا ليس فقط أداؤه الفني بل شخصيته المتواضعة وثقافته الواسعة وإصراره على البقاء رغم العثرات كل عمل جديد له هو رسالة وموقف وتعبير عن حب للحياة والفن كل دور يلعبه يحمل جزءا من روحه وقطعة من قصته
إن هشام بهلول هو صوت من أصوات الفن العربي الأصيل ووجه من وجوه المغرب المشرق ورمز من رموز العطاء الذي لا ينضب فنان لم يرض أن يكون عابرا في المشهد بل سعى لأن يكون من صناعه الحقيقيين
في وقت نحتاج فيه إلى نماذج تلهمنا بالإبداع والتحدي، يقف هشام بهلول شاهدا على أن الشغف عندما يقرن بالإرادة يصنع معجزات ومهما عصفت بنا المحن فإن للفن قدرة على التضميد والارتقاء وصناعة الأمل
تحية لهذا النجم المغربي وتحية لكل من يصنع من الفن
جسرا للتواصل والحب والإنسانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى