حتى لا نخذل

حتى لا نخذل
بقلم الكاتبة /إيمي جبر
لا تقربِ القلبَ إن كنتَ سترحلُ عنـهُ
فالقربُ وعدٌ، فكنْ للوعدِ أوفـى منهُ
لا توقِظِ الشوقَ في قلبي لتُطفئـهُ
إنّي تعوّدتُ من يُشعلْ ويُخمدْ سنّهُ
ما كنتُ أرجو اهتمامًا أو أطالبـهُ
لكنْ إذا جئتَ، فاشفقْ من هوىً سكَنَهُ
لا توهمِ القلبَ بالحبّ الذي رحلـتْ
عنهُ القلوبُ، وكان الصدقُ أسمى فنّهُ
أنا التي ترتجي صمتًا يقي ألـمًا
من الخياناتِ، من غدرٍ ومَن خانَـهُ
أبني الجدارَ على خوفٍ من السقـطِ
كي لا أعودَ وفي صدري جراحٌ كنّهُ
ما كنتُ أهوى تعلقـًا بلا سكـنٍ
أو أن أُقيَّدَ في دربٍ بلا مسنّهُ
فإن نطقتَ، فكنْ للقولِ مُلتزِمًا
فالكلمةُ الصدقُ إن سُمِّيـتَ مؤتمَنَهُ
كم من قلوبٍ رأتْ في الحرفِ نافذةً
وصارتِ الكذبةُ السوداءُ مفتَتَنَهُ
علّمْ فؤادَكَ أنْ يرضى بصدقِ هـوىً
فالعبثُ بالحُبِّ… أقسى الذنبِ والفتَنَهُ
ما ضرّني البعدُ إن كان الفؤادُ سليمًا
لكنْ وجعُ القُربِ مَن للجرحِ قد رتّمَهُ
ما خِفتُ إلا التعلّقَ الذي خـذلـتْ
أحلامُهُ.. ثمّ ماتَ الصدقُ في نغَمِهُ
أنظرْ إليّ، ترى صبري على مهلٍ
كأنّهُ الجبلُ الصامدْ على قِمَمِهُ
لا تستدرّ الدموعَ اليومَ في نهراً
فإنّها من خريفِ القهرِ قد عُصِمَتْهُ
إني التي كلّما اشتاقتْ تَرفّعتْ
وعِزّتي كلّما ناديتني لَمَّتْهُ
ما كنتُ أرضى بحبٍّ فيهِ أسئلـةٌ
ولا بعهدٍ على التأجيلِ قد خُتِمَتْهُ
إن كنتَ تعشقُ، فامشِ الدربَ صادقَـهُ
فالصدقُ وحدهُ من يَمنحْ لهُ قَيمَتْهُ
العشقُ دينٌ، فلا تخنهُ في عَجَلٍ
ولا تُصَلِّ لهُ إن كنتَ لم تفْهَمْهُ