تنمر متابعين وغرفة عمليات ونهاية حزينة ..وفاة البلوجر الشهيرة سلمى تيبو !

تنمر المتابعين وغرفة عمليات ونهاية حزينة ..وفاة البلوجر الشهيرة سلمى تيبو !
ناصر العشماوي
الكلمة سلاح في كل لسان ينطلق بالكلام ،وفي كل يد تضغط ،على لوحة المفاتيح ..ربما لا يدرك أثرها قائلها فينطق بها ،أو يكتبها ويمضي لحاله، تاركا أثرها في أعماق نفس من وجهها له ..!
وفي هذه الحالة التي كان سببها المبدئي ، التنمر عليها حفلت صفحة متابعيها بمئات رسائل التنمر ،على مقدمة المحتوى سلمى تيبو ،التي يتابعها أكثر من مليون ونصف المليون بسبب زيادة وزنها فأرادت أن تخرج من ذلك الإطار الجسدي الذي أصبح يسبب لها إزعاجا وتحفيل وتنمر ..فكانت النهاية !
سلمى تيبو التي عُرفت بحيويتها ومشاركة يومياتها عبر «تيك توك» و«إنستجرام»، كانت تمتلك قاعدة جماهيرية تزيد عن مليون ونصف المليون متابع، وعلى الرغم من ابتساماتها أمام الكاميرا، كانت تخوض معركة صامتة ضد حملة سخرية من وزنها شهدتها التعليقات التي كانت بمثابة سهامٍ يومية اخترقت نفسيتها حتى دفعتها إلى قرارٍ مصيري.
بحسب وسائل إعلام مغربية، لجأت سلمى إلى إجراء عملية تحويل مسار المعدة في إحدى العيادات الخاصة بتركيا، على أمل أن تضع حدًا لمعاناتها النفسية مع جسدها ومع ما كانت تتعرض له من تعليقاتٍ جارحة، إلا أن نتائج العملية لم تكن كما توقعت، إذ سرعان ما بدأت مضاعفاتها تشتد، ليتدهور وضعها الصحي خلال أيام فقط من خروجها من غرفة العمليات.
لم تمرّ ساعات على إعلان الوفاة حتى تحولت مواقع التواصل إلى ساحة عزاء وغضب، إذ انهالت رسائل الصدمة والحزن على حسابها، وظهر فيديو مؤثر لزوجها وهو ينهار بالبكاء فور تلقيه الخبر، في مشهدٍ تخطى الستة ملايين مشاهدة، وأثار عاصفة من التفاعل، غير إن المشهد العاطفي لم يكن كافيًا لإخماد موجة الاتهامات التي طالت الزوج نفسه، حيث اتهمه كثيرون بالتنمر على سلمى، بل وبالمساهمة النفسية في دفعها إلى العملية الخطيرة.
وعلى الرغم من المشهد الحزين الذي أظهره زوج الراحلة، إلا أن أصابع الاتهام لم ترحمه، فمع انتشار الروايات حول تعرض سلمى لتنمر متكرر، أشار بعض المتابعين إلى أن الزوج كان جزءًا من دائرة الضغط النفسي التي حاصرت الشابة، فيما كتبت إحدى المتابعات بالدارجة المغربية: «كيفاش غادي يعيش بتأنيب الضمير؟»، في تعليقٍ عكس الشعور العام بأن ما حدث لم يكن قدرًا بحتًا بل نتيجة قسوة محيطةأعقاب وفاتها، حوّلت عائلت سلمى تيبو حسابها الرسمي على إنستجرام إلى منصة عزاء، حيث استُبدلت الصورة الشخصية بآية: «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وفي خاصية «الستوري»، نُشرت رسالة مؤثرة جاء فيها: «شكرًا لكل من أرسل تعزية، أختكم التي شاركتكم الحلو والمر، لا تنسوها من دعائكم، الحمد لله على كل حال».
ولم تمر وفاة البلوجر المغربية كخبر عابر، بل فجّرت نقاشًا واسعًا حول التنمر الإلكتروني وما يتركه من ندوب أعمق من السخرية العلنية، وكتب أحد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي منشورًا لاذعًا وجه فيه أصابع الإدانة إلى المتنمرين، قائلًا: «أنتم لم تقتلوها بسكين، بل دفعتموها إلى النهاية بكلماتكم المسمومة، سلمى لم تمت بسبب فشل طبي، بل بسبب فشل أخلاقي جماعي».
كما كتب مستخدم آخر: «هذه ليست مجرد وفاة، بل إنذار مجتمع بأكمله، فكل تعليق ساخر، كل نظرة احتقار، كل كلمة غير محسوبة.. يمكن أن تكون الشرارة الأخيرة في نفس مثقلة بالألم»، مضيفًا: «سلمى ماتت لأن قلوب الناس باتت أقسى من مرضها، وصمتهم كان أشرس من أوجاعها».