ثقافةمقالات

ترويض الظلام بقلم ريهام عبد الواحد

تصالح مع ظلامك واتفق معه

سهل جدا ان تلبس قناعا و تخدع الناس من حولك ، سهل جدا أن تقول بضع كلمات جميلة لست مقتنعا بها لتكسب رضى المجتمع عنك ، و تلبس زي الفضيلة بينما يعج الفساد بداخلك

..نعم سهل جدا الادعاء و التمثيل و الكذب ..ليس هناك أسهل من ذلك …سهل جدا لعب دور الضحية ، لا يكلفك الأمر سوى بعض من الدموع و ذكر الله أمام الناس حتى تكسب تعاطفهم …سهل جدا التظاهر بالحب و الصدق و المثالية …الشياطين لها ملايين الوجوه و اجمل اقنعتها

هي أقنعة الملائكة التي تحقق بها كل مصالحها ..

لكن الصدق لديه وجه واحد ، وجه لا يشبه الكمال …وجه عشوائي متمرد ، لا ينسق و يجمل الكلمات ، لا يضيع وقتا في تنميق العبارات ..ليست لديه استراتيجيات أو جدول تلاعبات …الصادق لن يرضيك ، لن يتحايل على المجتمع ، لن يذرف دموعا لا يشعر بها ، و لن يرضي الناس على حساب نفسه ، و لا يهمه ابدا أن يكون رائعا في نظر أحد …

سهل جدا أن تكون صورة كاذبة تلمع ، و لكن صعبه جدا أن تكون عمقا يسطع ….

الصدق هو صورتك أمام نفسك ، و الكذب هو صورتك أمام الناس …الكذب قد يجعلك تبدو مثاليا أمام الناس و لكن لن يجعلك أبدا راضيا عن متاهاتك،،  صراعاتك ،، و عيوبك  الداخلية التي تخزنها كبضاعة فاسدة متعفنة على رفوف ضميرك الميت ..الصدق قد يجعلك تبدو منبوذا و مكروها أمام الناس و لكن ذلك ليس مهما مادامت متصالحا مع نفسك و ليس لديك أي بضاعة فاسدة تخبئه في مكان ما بداخلك …فأنت كإنسان صادق عرفت أن الله خلقك غير كامل ، و خلقك في حياة مليئة بالشر و الرغبات و المغريات و الصدمات ..و فهمت أن انسانيتك ليست سوى مزيج من الظلام و النور …انت لم تخفي الظلام بل تصالحت معه و روضته، و بهذا لم يعد لهذا الظلام أي سيطرة عليك.

rehamo eldawody

ريهام عبد الواحد (كاتبه تنتمي للتربية والتعليم) بكالوريوس تربيه جامعة طنطا حزت علي جائزة أحسن قصة قصيرة علي مستوي الجمهورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى