أخبار العالم

هدوء هش في غزة وسط دعوات دولية لتثبيت وقف إطلاق النار

هدوء هش في غزة وسط دعوات دولية لتثبيت وقف إطلاق النار

 

عبده الشربيني حمام

 

لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة هشًّا بعد أسبوعٍ شهد توترًا ميدانيًا متصاعدًا، إثر مقتل جندي إسرائيلي وردّ الجيش الإسرائيلي بسلسلة غارات محدودة، ما أثار مخاوف من انهيار التهدئة التي دخلت حيّز التنفيذ مطلع أكتوبر الماضي.

وأكدت مصادر محلية في غزة أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مناطق شرقية في مدينتَي خان يونس والشجاعية، وألحقت أضرارًا مادية دون تسجيل خسائر بشرية كبيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيانٍ مقتضب إنّ “الطائرات نفذت ضربات دقيقة ضد أهداف تابعة لحماس بعد مقتل أحد جنودنا قرب الحدود الشرقية الأسبوع الماضي”، مضيفًا أنّه “لا يمكن السماح للحركة بانتهاك الهدوء القائم دون رد”.

ويأتي هذا التوتر بعد أسابيع من التراجع النسبي في العمليات العسكرية داخل القطاع، ما سمح بعودة تدريجية لبعض الأنشطة المدنية. لكن القلق يسود أوساط سكان غزة الذين يخشون تجدد القتال في أي لحظة، خاصةً مع استمرار القصف المتقطع على أطراف المدينة وغياب أي تقدم في مسار المفاوضات السياسية.

من جانبها، دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وقطر ومصر الأطراف كافة إلى “الالتزام الكامل بالاتفاق ووقف أي خطوات أحادية قد تعيد العنف إلى الميدان”، محذّرة من أن انهيار الهدنة سيقوّض جهود الإعمار الهشة في القطاع.

ورغم إعادة تثبيت وقف إطلاق النار رسميًا، تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكه خلال الأيام الماضية، إذ تؤكد وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 230 فلسطينيًا قُتلوا منذ بدء الهدنة نتيجة الغارات الإسرائيلية، بينما أعلنت إسرائيل مقتل ثلاثة من جنودها في عمليات قالت إنها “نفذتها عناصر مسلحة تابعة لحماس”.

وفي تل أبيب، شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة الحكومة على أن إسرائيل “ستواصل الرد على أي هجوم يستهدف قواتها”، مؤكدًا أنّ أي تحرك عسكري “يتم بالتنسيق مع الحلفاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة”.

أما داخل القطاع، فيصف محللون فلسطينيون الوضع بأنه “هدوء مؤقت يفتقر إلى الضمانات السياسية”، في ظل غياب اتفاق واضح حول مستقبل القوات الإسرائيلية أو آلية الإعمار.

ويرى مراقبون أن الهدوء الحالي، وإن بدا هشًّا، يعكس توجه الإدارة الأميركية للدفع باتجاه تثبيت وقف إطلاق النار تمهيدًا لمفاوضات أوسع تشمل مستقبل قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى