نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، عن مصادر مصرية رفيعة المستوى

نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، عن مصادر مصرية رفيعة المستوى
كتب/أشرف ماضي
🔴 قبل يومين، نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، عن مصادر مصرية رفيعة المستوى، أن “القاهرة تمسكت خلال المفاوضات مع #إسرائيل وأمريكا بالحقّ المشروع في المقاومة، وربط أي حديث عن تسليم السلاح بحل سياسي شامل يُفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية”، وذلك ضمن تقرير عن مفاوضات شرم الشيخ التي انتهت اليوم بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
◾هذا الموقف المصري المتوافق مع قيادات حركة حماس، يظهر في الأفق إنه تغيرًا في العلاقات بين القاهرة وحركة المقاومة، وخاصة في ظل التلاسن الإعلامي المستمر منذ سنوات، إذ دعا الإعلامي المقرب من الحكومة المصرية، أحمد موسى، في فبراير 2015، القوات الجوية المصرية، لقصف معسكرات حركة المقاومة الفلسطينية “#حماس” في قطاع غزة.
◾وبعد شهر واحد من هذا التصريح، وتحديدًا في مارس من نفس العام، كانت الحكومة المصرية ممثلة في هيئة قضايا الدولة، تطعن على حكم أصدرته محكمة الأمور المستعجلة، باعتبار حركة حماس جماعة إرهابية.
◾رغم ذلك، استمر الهجوم الإعلامي المصري على #حركة_حماس، دون هوادة، ولكن في المقابل، في نوفمبر 2018، يظهر اللواء أحمد عبد الخالق، مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة، داخل قطاع غزة، مشاركًا في تأبين عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، ويقبل أيدي أبناء شهداء الكتائب.
◾إذ رغم هذا التلاسن الإعلامي، من وجوه مقربة من الحكومة المصرية، إلا أنه على مدار 10 سنوات مضت، ظل هناك تعاون دائم ومستمر بين الحكومة المصرية وحركة المقاومة، سواء في مواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة في #سيناء، أو في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتكرر على #قطاع_غزة.
🔴 توتر العلاقات
◾بعد الإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، والتي اُعتبرت حركة حماس امتدادًا لها في #فلسطين، شهدت العلاقات بين الأجهزة الأمنية المصرية والحركة توترًا ملحوظًا.
◾وفي 16 يونيو 2015، أصدرت محكمة الجنايات، حكمًا بالمؤبد على الرئيس السابق محمد مرسي، وأشارت حيثيات الحكم على صلة حماس بجماعة #الإخوان_المسلمين وعلى مخططاتهما المشتركة للإطاحة بالدولة المصرية. [1]
◾ولكن في نفس الشهر، ألغت محكمة استئناف القاهرة، حكما آخر باعتبار “حماس” جماعة إرهابية، بناء على طعن مقدم من الحكومة المصرية، ممثلة في هيئة قضايا الدولة، ولكن ذلك لم يُوقف التصريحات الإعلامية على القنوات المصرية، التي تهاجم حماس، وتصفها بأنها جماعة إرهابية. [2]
🔴 فك الارتباط مع جماعة الإخوان
◾ بداية من العام 2016، بدا تقارب بين “حماس” والحكومة المصرية على السطح، بزيارة وفد حمساوي إلى #القاهرة، تلاه زيارتين لإسماعيل هنية إلى القاهرة، معلنًا حسب وصفه: “فصل جديد في العلاقات بين حماس والقاهرة”.
◾وبداية من 30 أبريل 2016، تمركز المئات من مقاتلي حماس على الحدود لمنع أي تسرب محتمل لمقاتلي تنظيم داعش من سيناء إلى غزة، بحسب معهد كارنيجي للشرق الأوسط. [3]
◾وفي مايو 2017، يعلن خالد مشعل، من مقر الحركة في #قطر، فك الارتباط مع جماعة الإخوان المسلمين، بعد تعديل ميثاق الحركة الرسمي، وإزالة النص الذي كان يشير إلى أن “حماس” امتداد للإخوان في فلسطين. [4]
🔴 في مواجهة داعش
◾بالتزامن مع هذا التقارب السياسي، زاد التعاون بين حماس وقوات الجيش، في مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة، إذ اعتقلت حماس في النصف الأول من 2017 ما يقرب من 200 عنصر من عناصر السلفية الجهادية داخل غزة يُشتبه في اتصالهم بتنظيم #داعش.
◾وزاد هذا التعاون في العام 2018، مع بدء الجيش المصري ما أسماه بـ”العملية الشاملة” للقطاع على الجماعات المتطرفة في سيناء، وفي المقابل، أغلقت حماس الأنفاق، ومنعت أي عمليات عبور أو تهريب من وإلى سيناء.
◾هذا التعاون مع #الجيش_المصري، أغضب تنظيم داعش في سيناء، والذي حذر أتباعه من التواصل مع حماس، مهددًا بتقديم أي متعاون معها للمحكمة الشرعية بوصفه خائنا، بحسب الباحث أحمد سلطان، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية. [5]
◾وفي عام 2018 بثّ تنظيم داعش في سيناء فيديو لتصفية أحد الأشخاص، بتهمة التعاون مع كتائب عز الدين #القسام الجناح العسكري لحركة حماس، من خلال إمدادهم بالسلاح. [6]
◾ووصف تنظيم الدولة حركة حماس بـ”المرتدين الكفرة”، داعيًا إلى استهدافهم بكافة الوسائل مثل المتفجرات والقنابل، بحسب ما نشره موقعا الجزيرة والشرق الأوسط. [7]
◾وكفّرت “داعش” حركة حماس في فيديو صادر عن معقل التنظيم في #سوريا عام 2015، إذ اتهموا حركة المقاومة الإسلامية بأنها لا تطبق شرع الله وغير جادة بما يكفي لتطبيق الشريعة، وفقًا لما نشره موقعيّ العربية ودويتشه فيله. [8]
◾وقال أحد أعضاء تنظيم داعش: “بإذن الله سنقتلع دولة اليهود من جذورها وأنتم وفتح وكل العلمانيين لا شيء.. زبد يذهب مع زحفنا وستحكم الشريعة في #غزة رغمًا عنكم”.
🔴 في مواجهة الاحتلال
◾وفي نوفمبر 2018، اندلعت اشتباكات بين قوات الاحتلال وكتائب عز الدين القسام، على أثر عملية سرية للجيش الإسرائيلي في #خان_يونس بالقطاع، وامتدت الاشتباكات إلى إطلاق صاروخي من القطاع نحو الأراضي المحتلة، وقصف الطيران الإسرائيلي للمباني السكنية في غزة.
◾ولكن تدخلت المخابرات المصرية، واستطاعت الوصول إلى اتفاق بوقف إطلاق النيران بين الجانبين.
◾وفي 17 نوفمبر 2018، يحضر اللواء المصري، أحمد عبد الخالق، تأبين شهداء عز الدين القسام، ويقبل أيدي أطفالهم، وسط حشد وترحيب كبيرين من عناصر الحركة وأنصارها.
◾ولم يتوقف الأمر عند ذلك، يستمر تعاون الحركة مع الجيش للقضاء على الجماعات المتطرفة في سيناء، وتدخل المخابرات العامة مرة أخرى في وقف القصف الوحشي الإسرائيلي لقطاع غزة، في مايو 2021.
◾تتجلى أكبر مظاهر هذا التعاون، حين يزور رئيس المخابرات المصرية، وقتها، عباس كامل، القطاع، وسط ترحيب من أنصار الحركة، وتعلق صور الرئيس عبد الفتاح السيسي على لوحات إعلانية ضخمة وسط غزة، بعدما أطلق مبادرة. لإعمار القطاع، وتبرع بمبلغ 500 مليون دولار.