مادورو في مرمى النيران الأمريكية والتهديدات المستمرة ومحاولات العزل

مادورو في مرمى النيران الأمريكية والتهديدات المستمرة ومحاولات العزل
الاعلامى والسياسي رامي السيد
نائب رئيس شبكة النايل الإخبارية
منذ أن اعتلى نيكولاس مادورو سدة الحكم في فنزويلا خلفا للزعيم الراحل هوغو تشافيز لم تهدأ الولايات المتحدة في محاولاتها المستمرة لإسقاط النظام البوليفاري الذي يمثل حالة خاصة من التمرد على الهيمنة الإمبريالية فمن حصار اقتصادي خانق إلى حملات إعلامية وسياسية ممنهجة وصولا إلى التهديدات العلنية ورصد المكافآت المالية للقبض على رئيس دولة ذات سيادة تتجسد أبشع صور التدخل الخارجي ومحاولات مصادرة إرادة الشعوب
السياسة الأمريكية تجاه فنزويلا ليست سوى امتداد لتاريخ طويل من التدخل في شؤون أمريكا اللاتينية حيث اعتادت واشنطن أن تتعامل مع هذه المنطقة باعتبارها حديقتها الخلفية واليوم يشكل النفط الفنزويلي والثروة الطبيعية الهائلة عصب الصراع الحقيقي بينما يتم تغليف التدخل الأمريكي بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي سرعان ما تسقط أمام لغة العقوبات والتجويع
إن محاولات العزل السياسي لمادورو عبر الاعتراف بشخصيات معارضة كرؤساء مؤقتين ما هي إلا انعكاس واضح لسياسة الفوضى وصناعة البدائل الوهمية وهي محاولات لم تجد طريقها للنجاح بفضل التفاف قطاعات واسعة من الشعب الفنزويلي حول قيادتهم الشرعية وبدعم قوى إقليمية ودولية ترفض الهيمنة الأمريكية
لكن أخطر ما في المشهد هو استخدام الاقتصاد كسلاح تدميري بطيء حيث تفرض الولايات المتحدة حصارا شاملا يستهدف الموارد الحيوية لفنزويلا في محاولة لإشعال الغضب الداخلي وتأليب الشارع ضد حكومته وفي الوقت ذاته لم تتورع واشنطن عن وضع مكافآت مالية مقابل
تسليم مادورو في سابقة خطيرة تضرب أسس القانون الدولي بعرض الحائط
إن تجربة فنزويلا تكشف بوضوح أن الإمبريالية الأمريكية لا تتسامح مع أي نظام يرفض التبعية ويصر على استقلال قراره الوطني ومع ذلك فان إصرار كاراكاس على الصمود يمثل درسا في مقاومة الضغوط الخارجية ورسالة بأن الشعوب الحرة مهما تعرضت للتجويع والحصار قادرة على أن تقول
لا في وجه الاستبداد الدولي
ويبقى السؤال إلى متى ستستمر الولايات المتحدة في سياسة الحصار والتجويع والتدخل السافر في شؤون الدول وهل يمكن للمجتمع الدولي أن يقف موقفا جادًا في وجه هذه الممارسات التي تهدد السلم العالمي
القاهرة 18 اغسطس