ملف الأسرى وإعادة الترتيب ‼️وماذا بعد ‼️

ملف الأسرى وإعادة الترتيب
‼️وماذا بعد ‼️
كتب: أشرف ماضي القاهرة
أنتهي شوط من أشواط الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الصهيوني اللقيط ولم تنتهي المعركة إلا بتحرير فلسطين من البحر الى النهر يوم السابع من أكتوبر هو يوم تاريخي في سجل القضية الفلسطينية والسؤال هنا .تسليم الأسرى الإسرائيليين: خطوة تكتيكية أم إعادة ترتيب الأوراق؟
ففي خضم الصراع المستمر بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، يبرز ملف الأسرى الإسرائيليين كواحد من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا. تسليم الأسرى من قبل الكتائب الفلسطينية ليس مجرد حدث عابر أو خطوة عفوية، بل هو جزء من لعبة سياسية وعسكرية محسوبة بعناية تُدار على رقعة صراع يتشابك فيها البعد الإنساني مع التكتيكات الاستراتيجية.
إن تسليم الأسرى، أو حتى الحديث عن مبادرات من هذا النوع، لا يمكن اعتباره خطوة نحو إنهاء الصراع.
بل هو في جوهره “هدنة مؤقتة” تتيح للطرفين إعادة ترتيب أوراقهما.
المقاومة الفلسطينية، التي أظهرت قدرة فائقة على إدارة المواجهة العسكرية الأخيرة، تدرك أن الصراعات طويلة الأمد تحتاج إلى مراحل تكتيكية لإعادة بناء القوة وتعزيز الموقف الداخلي والخارجي.
هذه الخطوة ليست إلا “نصف الحقيقة”، حيث من المتوقع أن تكتفي الفصائل بتنفيذ المرحلة الأولى فقط من الاتفاقيات، تاركة الباب مفتوحًا أمام احتمالية استئناف الصراع في أي لحظة.
ما يبدو كتنازل هو في الواقع استثمار استراتيجي في الوقت لإعادة التموضع والاستعداد لمرحلة جديدة من المواجهة.
ماذا يعني ذلك للطرفين؟
1.الفصائل الفلسطينية:
إعادة البناء الداخلي: تسليم الأسرى قد يكون جزءًا من استراتيجية لتحسين صورتها الإقليمية والدولية، وكسب المزيد من التعاطف والدعم.
إدارة الموارد: بعد المواجهات الأخيرة، تحتاج الفصائل إلى فترة هدوء نسبي لإعادة ملء مخازنها من الأسلحة والموارد، واستعادة توازنها الميداني.
ضغط على الاحتلال: الخطوة تهدف إلى توجيه رسالة بأن المقاومة الفلسطينية قادرة على التحكم في مسار الأحداث، بما في ذلك قضية حساسة مثل ملف الأسرى.
2.الاحتلال الإسرائيلي:
تخفيف الضغط الداخلي: حكومة الاحتلال، التي تواجه أزمات سياسية واجتماعية متزايدة، تسعى لاستغلال هذه الخطوة لتقديمها كـ”إنجاز سياسي” أمام شعبها، خاصة بعد فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة خلال المواجهات الأخيرة.
شراء الوقت: إسرائيل تحتاج أيضًا إلى فترة هدوء لإعادة ترتيب أولوياتها العسكرية والأمنية، بعد أن أثبتت المقاومة قدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي بشكل غير مسبوق.
هل نحن أمام لعبة كبرى؟
هذه الخطوة ليست معزولة عن سياق أوسع. يمكن قراءتها كجزء من لعبة كبرى تديرها أطراف إقليمية ودولية. القوى الدولية التي تضغط من أجل وقف التصعيد في غزة قد تكون وراء هذه الخطوة، بهدف تخفيف التوتر وإعادة السيطرة على الوضع الإقليمي.
لكن الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن أذهاننا هي أن هذا “الهدوء” لن يدوم طويلًا.
المرحلة الحالية هي إعادة شحن للطاقة لدى الطرفين، ومن المرجح أن يتبعها تصعيد جديد يكون أكثر شراسة وتعقيدًا، لأن جذور الصراع لم تُحل بعد، بل تُدار بشكل مؤقت.
ماذا عن القادم؟
من الواضح أن تنفيذ المرحلة الأولى فقط من الاتفاقيات هو السيناريو الأكثر احتمالًا.
الفصائل الفلسطينية لن تقدم كل ما لديها دفعة واحدة، لأنها تدرك أن الاحتلال الإسرائيلي سيسعى دائمًا إلى المماطلة والالتفاف على أي اتفاقيات.
كما أن ترك أوراق تفاوضية على الطاولة يمنح المقاومة القدرة على الضغط في المستقبل.
في النهاية اقول ان الصراع لم ينتهِ
تسليم الأسرى الإسرائيليين ليس نهاية للصراع، بل بداية لمرحلة جديدة.
إنها لعبة سياسية معقدة تدار بأسلوب تكتيكي يهدف إلى تحقيق مكاسب مرحلية دون خسارة القدرة على التصعيد مستقبلاً.
في النهاية، ما يجري الآن ما هو إلا “هدنة في العاصفة”، حيث يعيد الجميع بناء نفسه، استعدادًا لجولة جديدة قد تكون أكثر دموية.
والمهم أن ندرك أن هذه الخطوات، مهما بدت هادئة، تحمل في طياتها نذر تصعيد جديد ينتظر اللحظة المناسبة للانفجار..